الخميس، مارس 03، 2022

''إلى ولدي''.............الشاعر حسن المستيري





إلى ولدي
أيا ابني سوف أهديكَ ... رحيق العمر ريحانَا
وصايا من دمي قُدّتْ ... بها تُبْقيكَ انسانَا
فاُولى طاعةٌ فيها ... مِن الرّحمان غفرانَا
و هَدْيُ المصطفى زادٌ ... يزيد المرء احسانَا
هو النّور الذي يُضْفي ... بقلب العبد إيمانَا
و كم عاصٍ دعى الله ... كثير الذّنب ألوانَا
بصدقٍ ناجى مولاه ... إلاهي ضِقْتُ طغيانَا
فهل لي توبة فيها .... رضا الرّحمان يغشانَا
فلم يقنط ولم ييأس ... لروح الله ضمآنَا
فكان الله غفّارا ... و توّابا و رحمانَا
و ثانيها إلى العلم ... فإنّ الله أوصانَا
ألا فاقرأ أيا عبدي ... إذا ما رُمْتَ تِبْيانَا
خَلفْتَ الأرض بالعقل ... و فيها كنتَ سلطانا
فلا تُفسدْ ولا تُهلكْ ... ولا يغويكَ شيطانَا
عناءُ الدّرس محدودٌ ... وعبء الجهل أفنانَا
فَكُنْ عبدا لمن أهدا ... ك تاج العلم مُزْدانَا
فلا تغضب و إنْ جار ... يفيض الكأس أحيانَا
يَسُوسُ النّاسَ مَنْ كانوا ... ذووا الألباب فُرسانَا
نجوم تقهر الجهل ... و تَهدي الدّرب عميانَا
فيبنوا مجد أجيال ... و تاريخا و أوطانَا
يظلّ العلم نبراسا ... و أهل العلم إخوانَا
و تاليها فأخلاقٌ ... لِطِيبِ الرّوح بستانَا
فإن أخطأتَ لا تكذب ... ولو أرْدُوكَ جثمانَا
ولا تحسد ولا تحقد ... و كن للعهد صوّانَا
ولا تغدر بمن كانوا ... لكم في الدّرب أعوانَا
وإن حُكِّمتَ فلتحكم ... بشرع الله مولانا
فعدل الله في الخلق ... فلن تحتاج ميزانَا
وإن أفصحتَ قل حسنا .... وإلّا بتَّ ندمانَا
و أوجز ما به القصدُ. ... يُعدُّ اللّغو نقصانَا
وكن للنّاس مِضيافا ... وكن للجود عنوانَا
فما أنفقتَ مخلوف ... وبيتُ الخير ملآنَا
أبيتُ الجُود كالجُحدِ ... و ربِّ العرش شتّانَا
وحقَّ الأهل لا تُهمل ... بما أُكْرِمْتَ عِرفانَا
تذكّر روعة العيش ... ببيتٍ كان مأوانَا
رحيق الحُبِّ يسقينا. ... و يحمينا و يرعانا
فكن درعا لأهليك ... وكن صبرا و سلوانَا
إلاهي زده بالعلم ... و بالأخلاق إيمانا
فيرجو ما به الخير ... لدُنيانا و أُخرانَا
(بحر الهزج)
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...