حسرة
صمتي يكاد بحسرتي يتقيَّأُ
قولي يخضخضُ في الجراح ويَنْكَأُ
صبري وشابتْهُ الحوادث يافعاً
أملي يواعدهُ الزمان ويُرْجِئُ
فجري غدا في الجبن مثلَ دجاجةٍ
ليلي أعزُّ من الأسود وأجرأُ
وأُقيمُ في وطني ولستُ بلاجئٍ
وأنا أذلُّ من اللجيئ وألجأُ
حيٌّ وإني في الحياةِ لميِّتٌ
إنَّ الحياةَ من المماتِ لأرزأُ
وهنا النهايةُ قبلُ كلِّ بدايةٍ
هوِّن عليك ستنتهي إذ تَبْدَأُ
والجهلُ أستاذُ العلومِ وشيخُها
والجوع يرعی البائسين ويكلأُ
واليأس يصطبح الطموح وإنني
لأشمُّ آمالي إذا يَتَجَشَّأُ
يا دهر كم أنبأتنا بفوادحٍ
عظمی فهلَّا بالسعادة تنبأُ
إنَّ السعادة فيك يومٌ واحدٌ
وإذا دنا منَّا يردُّ ويُنْسَئُ
إني لكأس العزِّ فيك لظامئٌ
والشوق أولعُ بالدموعِ وأظمأُ
ويلي علی ثكلی وأطفأ عينَها
دمعٌ يسحُّ بغزرةٍ لا يَرْقَأُ
تبكي وحُقَّ لها البكاء لفقد من
قُعِصُوا وهم بشبابهم لم يهنأُوا
ويلي علی الإخوان يقتُلُ بعضُهم
بعضاً وما زالوا بذا لم يفتأُوا
ويلاهُ من سعدٍ يصبُّ رصَاصَهُ
في قلب نوَّافٍ أخيهِ ويجرُؤُ
أ لجلب خيرٍ أم لدرءِ مخاطرٍ
لكنَّهم لم يجلبوا أو يدرأوا
ويلي علی الفتيانِ تنهشُ لحمَهم
جُزُرُ السباعِ بكلِّ وادٍ يُوطَأُ
ويلي علی الشُبَّان زهرِ ربيعِنا
رحلو وما سمعوا السعادة أو رأوا
رحلو وأورثنا رحيلهمُ أسیً
شرساً وجرحاً في الحشا لا يَبْرَأُ
ويلي علی شعبٍ يشارُ إليهِ إن
ذُكِرَت أحاديثُ الشقاء ويُوْمَأُ
هلال مفرح المرصبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق