د. سعيد العزعزي
أمَّةُ العَربِ
.................................
هَلَّا تَنَاسَيتِ لِلتَّبرِيرِ و الَكَذِبِ
يا امَّةً ضَيَّعَت لِلقُدسِ و النَّقَبِ
اعطَت قِيَادَتَهَا حُمقَاً ابَا لَهَبٍ
لِتَعتَلِي فَوقَهَا حَمَّالَةُ الحَطَبِ
عِشرُونَ حَاكِمَ و الصَّهيُونُ يَحكُمُهُم
و في يَدَيهِ غَدَا الحُكَّام كَاللُّعَبِ
اشلَاءُ اطفَالِنَا في الأرضِ قد نُثِرَت
حَرَائِرٌ مُزِّقَت ذُرَّت على التُّرَبِ
و الدُّورُ سُوَّت بِارضٍ فَوقَ سَاكِنِهَا
و الارضُ هُزَّت مِنَ الاهَوالِ و الرَّهَبِ
ما لِلعُرُوبِةِ هَل مَاتَت شَهَامَتُهَا؟
و ارضُ غَزَّةَ تَشكُو شِدَّةَ الكُرَبِ
ما لِلعُرُوبَةِ تَنسَى نَارَ نَخوَتِهَا؟
نَزِيفُ غَزَّةَ اضحَى نَكبَةُ النُّكَبِ
تِلكَ المَجَازِرُ حَتَّى المُوتُ انكَرَهَا
الم تُوَقِّدُ فِيهِا جَذوَةَ الغَضَبِ؟
هَل دَمُّ اطفَالِنَا هَدرَاً لِسَافِكِهِ؟
امَّا كَفَى ذِلَّةً يا امَّة العَرَبِ؟
تُبَادُ غَزّةُ يا حُكَّامَنَا عَلَنَا
مِنَ اليَهُودِ و عِرضُ العُربِ مُغتَصَبِ
كُلُّ الكِلَابُ على إخوَانِنَا سُعِرَت
وَلَيسَ يَجمَعُهَم دِينٌ و هَديُ نَبِي
حَربَاً على صِنوِنَا و ابن مِلَّتِنَا
فَهَل قَطَعتُم رِبَاطَ الدِّينِ والنَّسَبِ
دَمُّ الطُّفُولَةِ نَادَاكَم لِنَجدَتِهِ
الَم يُحَرِّكُ فيكُم حِميَةَ العَصَبِ
هَل تَهنَاونَ مَنَامَ العَينَ وَيحَكُمُ
و كَيفَ لَاقَت رُمُوشُ العَينِ لِلهَدَبِ
ما لِي أرَاهُم كَرَبَّاتِ الخُدُورِ غَدَوأ
قَوَاعِدَاً فِي رَغِيدِ العَيشِ و الرَّطَبِ
شَعبٌ يُبَادُ بِلَا ذَنبٍ و حَاكِمُنَا
و شَعبُهُ لَاهِيٌ بالرَّقصِ و الطَّرَبِ
وَيلٌ إذا خَفَرَ الحُكَّامُ ذِمَّتَهُم
و فُوقَ غَزَّةَ يَهمِي حَارِقُ اللَّهَبِ
قَد هَادَنُوا المُعتَدِي بَاعُوا كَرَامَتَنَا
و ابدَلُوا فِعلَهُم بالشَّجبِ و الخُطَبِ
جَيشٌ عَظِيمٌ عَلَاهُ قَائِدٌ ذَنَبٌ
فَكَيفُ يَقبَلُ حُرٌّ امرَةَ الذَّنَبِ
ما نَفعُ جِيشٍ إذا مَاتَت عَقِيدَتُهُ
و سَخَّرُوهُ لِحِفظِ المُلكِ و الكَنَبِ
والسِّيفُ يَصدَاُ إلَّا إن يُجَرِّدُهُ
مُجَاهِدٌ مُقدِمٌ في سَاعَةِ الهَرَبِ
لَكِنَّهُم انزَلُوا الاحرَارِ مُعتَقَلَا
وَرَفَّعُوا إمَّعَاتٍ عَالِي الرُّتَبِ
بَاتَ العَدُوُّ و سَفَّاكُ الدِّمَاءِ لَهُم
شَقِيقَ يَسمُو على الافلَاكِ و السُّحُبِ
لَو يُفنِيَ المُعتَدِي ابنَاءَ جِلدَتِهِم
فَسِيفُ اجنَادِهِم نَصلَاً من الخَشَبِ
جَيشٌ لِقمعِ شُعُوبٍِ حَالَ صَحوَتِهَا
إذَا تَرُومُ عَزِيزَ العَيشِ لم تُجَبِ
و الشَّعبُ مِثلَ حَمِيرٍ عِند مَالِكِهَا
تُقَاتُ عُشبَاً و تَرضَى عِيشَةَ النَّصَبِ
حَتَّى الكَرَامَةِ لَا مَنجَى لِطَالِبِهَا
فَقَد غَدا مَارقَاً كَفَّارَ لَم يَتُبِ
لَا قَولَ لِلشَّعبِ إلَّا قَولَ حَاكِمِهِ
و مَن ابَى صَائِرٌ لِلمَوتِ و العَطَبِ
فَلتَنعَمُوا و دِمَاءُ الاهلِ جَاريَةٌ
كَانهُرٍ ضَوَّعَت لِلمِسكِ و الطِّيَبِ
الحَفلُ اولى فَهُزُّوا الخِصرَ و انطَرِبُوا
تَرَاقَصَوا كَرَقِيقِ الغُصنِ و القَصَبِ
إنَّ النُّفُوسِ الَّتِى تَرقَى لِبَارِئِهَا
دِمَاءُهَا لَعنَةٌ يا قَادَة العَرَبِ
و وَصمَةَ العَارِ لَا تُمحَى قَبَاحَتُهَا
تَسَوِّدُ الوَجهَ عَبر الدَّهرِ و الحِقَبِ
عِيشُوا قَلِيلَاً لِتَقتَاتُوا مَذَلَّتَكُم
فَقَد تَدَانَى اوَانُ الضِّيقِ و الكَرَبِ
لَن يَغفِرَ اللَّهُ لِلحُكَّامِ ما اقتَرَفُوا
وَذَنبُهُم خَاسِفٌ لِلمُلكِ و الحَسَبِ
لِلبِيتِ رَبٌّ و انَتُم رَبُّكُم صَنَمٌ
و امرُهُ فَوقَ امرِ اللِّهِ و الكُتُبِ
د. سعيد العزعزي
8/11/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق