السبت، يوليو 27، 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( "ملك الله ودوام حال العباد من المحال")) بقلم أ. د محمد موسى

"ملك الله ودوام حال العباد من المحال"
ولان الحياة هبة من الله صاحب كل هذا الملك، وما ندركه بعقولنا القاصرة من حكمته، وما هو فوق الإدراك سيظل فهمنا لهذه الحياة قاصراً، لذلك من يقرأ تاريخ هذه الحياة فلن يدخل اليأس إلى قلبه أبداً، وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس، فالأغنياء قد يصبحون فقراء، والفقراء قد ينقلبون إلى أغنياء، وضعفاء الأمس قد يكونوا أقوياء اليوم، ونرى الصغير والذي بلا حول ولا قوة يصبح كبيراً وبكل قوة، والكبير ذو الهيبة والمنعة سيصير مع الأيام كالصغير بلا حول ولا قوة، وحتى حكام الأمس بعضهم قد يدخل إلى السجون، بل قد تعلق للبعض منهم المشانق، وقد يكون بعضهم مشردون في بلاد ليست بلادهم، وحتى بعض القضاة قد يصبحون متهمون، والغالبون قد تتغير بهم الأحوال فيكونون يوماً ما مغلوبون، فالفلك دوار والحياة أمامنا لا تتوقف، والحوادث لا تكف عن الجريان، والناس يتبادلون مواقعهم كالُعبة الكراسي الموسيقية، فلا حزن يستمر دوماً ولا فرح يستمر أبداً، فسبحان من يغير الأحوال ويبقى بقدرته وكماله بلا زوال، لا يتغير ولا يتبدل وكل خلقه بقدرته تتغير وتتبدل، فقد خلق كونه بعنوان سبحان من يغير في كونه ولا يتغير، لذلك لابد أن نعيش هذه الحياة بحكمتها الخالدة أن دوام الحال من المحال، فلا يتجبر أحد ولا يتعالى على غيره أحد، ونعيش بشعار الحمد لله الذي قدر الأقدار رازق خلقه بالليل والنهار، رزقه للجميع كما شمسه تطلع على الجميع، المؤمن والكافر لا يفرق بين عطائه في الدنيا بين خلقه، فلا الإيمان يزيد في ملكه ولا الكفر ينقص من ملكه، فهذه دنيا لو كانت تزن عند خالقها جناح بعوضة ما سقى فيها الكافر شربة ماء، وبعدها آخرة وعند الله يجتمع الخصوم.
ا. د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...