الأربعاء، مارس 26، 2025

مجلة وجدانيات الأدبية (( لا عَهْدٌ ولا ذِمَامُ )) كلمات الشاعر محمد حميدي




لا عَهْدٌ ولا ذِمَامُ
-------------------
مَجْزرَةٌ تِلوَ مَجزرَةْ
وتٌحرَقُ في رَفَحِ الخيامُ
الباغي ألقى حِمَمَاً بالطائرَةْ
على حينِ غُرَّةٍ والناسُ نيامُ
لا عَجَبَ هَذي الحالُ مُكرَّرَةْ
فلِلباغي مَنهجٌ لِلإبادةِ ونِظامُ
فالخطُّ الأحمرُ هُراءٌ ومَسَخَرَةْ
والباغي المُحْتَلُّ هو الرَّسَّامُ
يَمْحُوهُ ويَرسمُ غيرَهُ بلا مَسطَرَة
فلا يُرسَمُ بيدَيهِ إلَّا الإجرامُ
دماءٌ وأشلاءُ بأقسى مَنظَرَةْ
وزادَ أسى آلامِ الظلمِ ظلامُ
غزةُ قبلَها باتتْ مُدَمَّرَةْ
وَمسْلوبُ الحياءِ لا يُلامُ
ناصَرَ الباطِلَ والباطِلُ ناصَرَهْ
وفي نُصْرَتِهِما لا عَهْدٌ ولا ذِمَامُ
عشرونَ عاماً وغَزَّةُ مُحاصَرَةْ
واقتربَ مِن تدميرِها عَامُ
الأراملُ بكل ساحٍ غيرُ متذمِّرَةْ
وتحتَ الأنقاضِ وفوقَها أَيْتامُ
ثَمانونَ مُقْبِلَةٌ وسَبْعُونَ مُدْبِرَةْ
ولِزَوالِ المحتلِّ الباغي أيَّامُ
في كُلِّ رُكنٍ بفلسطينَ مَجزَرَةْ
اخْتلطَ بِها الترابُ والعظامُ
وفي كُلِّ بَيَّارةٍ دماءٌ مُزهِرَةْ
وعلى الأحزانِ دُموعٌ وزِحامُ
لكنَّ الجباهَ شامخةٌ مُعَطَّرَةْ
ولِكُلِّ مَن فيها تَحيَّةٌ وإعظامُ
ستعودُ بِهم بِعونِ اللهِ مُحَرَّرَةْ
فمَا لِلمَوتِ بَعدَ الشَّهادةِ إيلامُ
بَنُوكِ تفَرَّقوا تحتَ كُلِّ قَنْطَرَةْ
يحْمونَ الحِمَى حَماهُمُ العَلَّامُ
بنَوا بِكُلِّ زاويةٍ كَمائنَ مُحَضَّرَةْ
لَهم في تحضيرِها المَرامُ
ثُلَّةٌ مِن الرِّجالِ تَرَاها مُزَمْجِرَةْ
ومِنْ وَراءِ الجُدُرِ جُبَنَاءُ أقزامُ
سيَبقَى عَرينُها للعِزِّ مَفْخَرَةَ
تُنَكَّسُ علَى صخرِهِ لِلباغي الأعلامُ
سهِرُوا وعيونُهُم عليكِ ناظِرَةْ
لِيعودَ السُّرُورُ ويَفِرَّ الظَّلامُ
وتَعودَ الحَمائمُ تُغرِّدُ مُسْتبشِرَةْ
ويَترَكَ أرضَكِ ياغزةُ الحِمَامُ
وتنوحُ على الأيكِ الزَّاهِرَةْ
حمائمُ فلسطينَ ولا تَنامُ
تُوقظَ مَن أَضْنَتْهٌ المُجَنْزَرَةْ
سَعيداً تَحقَّقَتْ لهُ الأحلامُ
كأنْ لَم تكُ بالأمسِ مَقبَرَةْ
قد قامَ بِها الأفَّكُونَ الظُّلَّامُ
فَهَلْ تصْحُو الأعرابُ المُتَقَهْقرَةْ
أم علَى نَخْوَتِها السَّلامُ
كأنَّ وجُوهَهُم عليها غَبَرَةْ
وكَنَومِ أهلِ الكهفِ نامُوا
تَرْهَقُها مِن فِعَالها قَتَرَةْ
كأنَّها بِفعَالِها أنعامُ
ضَيَّعَتْ إذ طَبَّعَتُ فَلَمْ تَعُد آمِرَةْ
وا أسَفَى خالَطَ حَلالَها الحَرَامُ
مولاي نصرَكَ للرِّجالِ السَاهِرَةْ
يامن بِحِماهُ المُسْتَجِيرُ لايُضَامُ
اجعَلْ الدائِرَةَ علَى الباغي دائِرَةْ
وانصُرِ المَظلومَ يامَن عينُهُ لا تنامُ
محمد حميدي
مجزرة رفح
26-5-2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...