الاثنين، مايو 12، 2025

مجلة وجدانيات الأدبية (( عُروبتي )) بقلم الشاعر د. أسامه مصاروه



عُروبتي
عُروبَتي حبيبتي لا تنْدُبي
ذُلَّكِ في هذا الزمانِ اليَعْرُبي
عُروبَتي معذورةٌ إنْ تبْرئي
منّا جميعًا وَعليْنا تغْضَبي
لقدْ خذلناكِ وبِعْنّا أرضنا
وَعرْضَنا لقاتلٍ مُغْتَصِبِ
هُنّا فهانتْ كلُّ أمجادٍ لنا
حتى وداسوا فوقَ معراجِ النبي
ودونَ أنْ نخْجَلَ نَسعى للعِدا
فالمالُ جمُّ والزِنا بالذَهَبِ
والقومُ يا عُروبتي في خَبَلٍ
كأنَّهُمْ قدْ خُلِقوا منِ خشَبِ
فيا عُروبتي أنا مُرْتَبِكٌ
ولا أعي إنْ كنْتُ حقًا عرَبي
كُنا أسودًا ذاتَ يومٍ تنحني
لنا القُوى مِن مشْرِقٍ لِمغْرِبِ
فيا عُروبَتي حنانيْكِ أنا
مُكْتَئبٌ من وضعِنا المضطّرِبِ
وهلْ غريبٌ أنّني مُشرَّدٌ
في فكْرِ قومٍ قاحِلٍ وَمُجْدِبِ
وهل عجيبٌ أنّنا في ذِلَّةٍ
ولا حسابٌ رادِعٌ للْمُذنبِ
عُروبتي رُحماكِ إنّا لا نَعي
بأنّنا في وطنٍ مُغيّبِ
فكلُّ مَنْ فيهِ فقيرٌ مُعْدَمٌ
والخيرُ للفاسِدِ أوْ للأجنبي
وكلُّنا نركُضُ في مرعىً لنا
وذو النُهى في ذلّةِ المغْتربِ
يا ويلَتي ماذا جرى للعَرَبِ
ولمْ يزلْ يجري فهلْ مِنْ سبَبِ
مَنِ المُلامُ كلُّنا جميعُنا
منْ حاكِمٍ نذْلٍ لِمحكومٍ غَبي
يا ليتَ شِعْري مَنْ تُرى أوْصَلَنا
لِأرذَلِ الأزمانٍ بلْ والْحِقَبِ
نستقْبِلُ الأعداءَ مثلَ السادَةٍ
بالطبْلِ والتطْبيعِ أوْ بالْخُطَبِ
والشعبُ فرحانٌ سعيدٌ يحْتَفي
بقاتِلٍ ومُجْرِمٍ مُسْتَعْرِبِ
خيراتُهم حِمايةً تُهدى لهُمْ
منْ غيْرِها أجسادُهمْ في التُرَبِ
أيَخْجلونَ لا وألف لا فَهلْ
يخْجَلُ مَنْ فؤادُهُ مِنْ حَطَبِ
ومَنْ بلا وجْهٍ وعينانِ ترى
والرأسُ مهجورٌ كبيْتِ خَرِبِ
يا ويْحَ قلبي مِنْ زمانٍ أغْبَرِ
ومِنْ هوانٍ حارِقٍ كالَّلهبِ
يا حسْرَتي على شُعوبٍ تُبْتلى
بِحاكِمٍ مسْتسْلِمٍ مُذْدَنِبِ
فحاكِمُ الأعرابِ لا دورَ لهُ
بالفِكْرِ بلْ في أمْسِياتِ الطَّرَبِ
أوْ في اقْتِتالٍ ضدَّ إخوانٍ لهمْ
دمُ الأهالي عِندها للْرُكَبِ
عُروبتي ماذا تقولينَ لِمَنْ
يُدْعَوْنَ في أرْوِقَةٍ بالنُّخَبِ
أشعارُكمْ يا نُخْبَةً ساقِطَةً
مطْليَّةٌ بالزورِ بلْ بالْكَذِبِ
مدائحٌ تُهينُ مَنْ يكْتُبُها
بلْ إنَّها إهانةٌ للْكُتُبِ
كيفَ لكُمْ أنْ تمْدحوا مُغْتَصِبًا
مهما يكُنْ تبًا لهُ مِنْ مطْلبِ
عُروبتي أيّامَ أنْ كُنّا معًا
كُنتِ وكُنّا حينَها كالشُهُبِ
مدْحُ الخسيسِ صفْعةٌ مُهينةٌ
ليسَ فقطْ للشِّعْرِ بلْ للأدبِ
منافقٌ بدونِ أدنى عِزَّةِ
ومدْحُهُ للْنذلِ سُمُّ العَقْرَبِ
عُروبَتي لا عدلَ في زمانِنا
فالحقُّ للغاصِبِ والمُنْتَدَبِ
بَلْ لا مكانَ في الدُنى لِواهِنٍ
أوْ لضعيفٍ صامِتٍ أو لَجِبِ
يا أُمَّتي لنْ يرْجِعَ الحقُّ لنا
إنْ تصْرُخي أو تشْتَكي أوْ تشْجُبي
يا أُمَّتي عِندَكِ كلُّ السُبُلِ
لِتَعْتَلي صهْوَةَ أعلى السُحُب
وأنتِ يا عُروبتي التعيسَةُ
معْ أنَّ مِنْ حقِّكِ أنْ تنْتحِبي
وتكرَهي عُقوقَنا وذُلّنا
لا تقْنَطي مِنْ صحْوةٍ للْعربِ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...