سلفيت / الجزء التاسع عشر
################
فواعجبي حين تغتالك الأيام بعزيز وانت تجاهد نفسك بأن تمنحة بقية العمر وتحرص على أن يكون أسعد من يكون ، حين تلغي هويتك الذاتية المحضة خشية أن تأخذك عزتك لأن في أركان روحك من أحق أن يكون حلمك السرمدي ، وفاتحة كتابك المبين .
عجبي عندما يتحايل البشر على الجراحات البليغة بالمراهم الرغوية المزيفة لمد ذواتهم بالحياة ، والحياة المطاطة أبعد من مد الذراعين ومن تقرحات الذاكرة ، فلا يغرنك الزمن بحبيب ولا قريب ولا ربيب ، فمن تحرص على أن يكون ، يقصيك بالموت ، ويهدم خلاياك بالفناء ...
بيني وبينك هذا الثرى المعجون بالحصى ، الناشز المتحجر الركيك البريء ، كأننا خليقتان من كوكبين متناحرين ، نصفنا فوق الأرض ، ونصفنا تحتها ، لنكمل معادلة البقاء ...
تشغلني الأيام فيك فلا تجزع من غياب ، وانتقي منك ملامحك العابرة لأحتويك ، اكررك في مصافي دمي ، واختال بيني وبين مداخلي كما يختال الموت بين سقوف القبور ، لأنك أقسى الخلائق بالوداع ، وأرقهم بالتلكؤ ...
اتراني في نوبتي المبتز لسكرات الفرح ونوبات المتهافتين على قطيفة الأولياء ، أم أن في وتيرتي ما يخصني من ذرائع حتى احتمي من الحريق بالكي ومن الشهيق بالغرغرة ؟
عندما يكون الغياب ابديا ، يتعذر عليك البحث عن مفردات من تحب ، لكنها في لحظة ألم تأتيك طائعة من بين قواميس الذاكرة ، لتخفق دمك بلحمك ، وشحوبك بنحولك ، ويقظتك بفزعك ، ولهفتك بأنزيمات دمك .
يا لقلبك الرحال المختال بين التمائم والعمائم وبين الشالات الوردية ، تشتهيك كبنفسجة في حواشي الحقل الواجد في انتظار بلوغك ، وفيك الدفائن القلبية الراقدة ، مكتظة الأشواك ..
مقدرة تلك الإرتدادات العكسية والإنتكاسات الدرامية لرهينة التمحور الذاتي المزاحم لارتجاجات الظفيرة العصبية ، تلك التي ارتجت مع أول زوابع الإعصار ، فتمايلت كشقائق النعمان .
في موسوعة البلهاء تبدو الفراشات كالظباء ، وفي موسوعة ردمي ، لا تكون الظباء ظباءا إن لم تكن كالفراشات حول قنديل روحي ، في طواف الإفاضة ، والنفور الى مجسات فتائلي ...
ماذا لو قلت أنني منشق عن ذاتي ، ضمن دائرة محيطها أنت ، ونقطة ارتكازها هذا القلب الذي يتوالد بالفطرة ، لينجبك ألف مرة ، بالسيف أو بالكيف ، أو بالتهجين القسري ، لأن في موسوعتك ، « العين لا تعلو على الحاجب » .
كلمة واحدة تحييك وأخرى تميتك ، تسعدك أو تشقيك ، تهذبك أو تصنع منك آلة متاكلة لا تعرف كنه الكرامات . على أننا البشر المغلفون بالفضائل تارة وبالرذائل تارة أخرى ، احوج للحياة الكريمة ، وما يصدر من هفوات وزلات ، لا تتجاوز فلتات الألسنة ، فلكل جواد كبوة ، ولكل رعد هزيم
S@leh ###############
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق