أنت أو لا أحد
(نثر)
إن كنتُ بحرا فأنت مائي الذي يحييني،
وينعشني ويؤمن حياتي ويحميني
من كل شر على يساري ويميني،
فأنت من يبسط رملي ويجمعه لئلا يؤذيني
في غيابك يتصحّر ويصبح كثبانا رملية ترميني
بوابل من العواصف التي تنال مني وترديني
أرضا فريسة للزواحف والحيوانات التي تستهويني
و تطمع في النيل مني وتشتهيني...
فأنت سطحي الذي يمنع المتطفلين من زيارتي من حين لحين
لما يرتطمون بامواجك ويبرزون على حقيقتهم في الحين
فيصرخون،والنجدة يطلبون وهم خائفون يا مهجة عيني
من الغرق في أعماقي وافتضاح امر كل لعين
ولعوب وخائن ومنافق وكاذب وخادع ومسكين....
فأنت وجودي وحياتي ولا غيرك يستهويني
وإن كثر السباحون والصيادون الذين يهوون سمك دمع عيني
والغواصون الذين يرومون اكتشاف اجزائي وتفاصيلي،
فلا أحد يقدر على بحري وأنت ماؤه يا يقيني،
فهم يحلمون بقربي وأنا حبهم لا يعنيني
بما أنك من تملأ فؤادي وجسدي وقلبي يا عيني.
---------------------------بقلم :ماهر اللطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق