أرقام ضائعة
بقلم أمل مصطفى
يقول ابن خلدون الناس فى السكينة سواء فإن جاءت المحن تباينوا.. وكم من شدة كشفت معادن أهلها إن الشدائد للورى غربال.
أحيانا تجود علينا الدنيا وقت الأزمة ببعض الناس ممن تنبهر بطيبتهم وبمواقفهم النبيلة الطيبة التى تفوق كل التوقعات، وهناك أيضا من تراه لا يفعل شىء يأخذ دور المتفرج ويقف مكتوفى الأيدى حضوره زائف غير مؤثر وهو ليس إلا مراقب لسقوطك، ويحتل مكانة الحاضر الغائب، غالبا موقف واحد كفيل بأن يجعلك تضع نقطة الإنتهاء لبعض الأشخاص فى حياتك، فليس الناس بكثرتهم أغلبهم أرقام ضائعة،
التعامل هو من يكشف الحقيقة فمن أراد معرفة الحقيقة كاملة فليتأمل في المواقف وليس في الوجوه .. فسلام على الذين لا تبدلهم حياة ولا تفرقهم طرق ولا تغيرهم ظروف سلام على من هم كالنجوم لا يظهر بريقهم إلا فى الظلام ولا معدنهم إلا وقت الشدة .
وشكرا للمحن كم علمتنا معنى العزة والكرامة وأن لا ملجأ منها إلا اللجوء إلى الله السند المعين كاشف الهم وفارج الغم ..
وكما قال الشاعر :
وإذا الشدائدُ أقبلت بجنودها والدهرُ من بعد المسرّةِ أوجعكْ، لا ترجُ شيئاً من أخٍ أو صاحبٍ أرأيتَ ظلّك في الظّلام مشى معكْ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق