الأربعاء، سبتمبر 21، 2022

مجلة وجدانيات الأدبية (( جرح على الرمال )) ........الأديب صالح الخصبة


جرح على الرمال
##########
على أي هيئة تكون أيها المرء عندما تكون الذكريات عارمة وأكبر من حجمك ، وتفوق الآمك واطول من مد ذراعيك ، وعلى آي سجية تكون أنت عندما يقذفك الزمن بذرة غضة تتعفن في قالبك البشري فتعطب كل مزياك ، ذئبا ارتكب الخطايا بعد أن تعذرت الضباء فعاش على الجيف ...
نلتحف الظلام ونتدثر بالقطيعة ، ونحن حصريون حالمون باسترداد الزمن الجميل من فوهات العمر المتخاذل المنبطح تحت الخيول العربية التي دكت حصون المرابين وتجار التوابل ..
من يعيد ترتيب الحياة في اوحالنا واحوالنا ومساقط غروبنا ونحن والكوارث خصمان شقيان ، نولد مع الفجر ونموت معه غرباء مقهورين وصعاليك مغمورين في أقبية الظلام وسراديب الامتعاظ ..
نحن الآن أصغر من حجمنا وفضاءات أروحنا ، أصغر من أن نولد غرناطة واشبيلة مرة أخرى لأننا عواقر بالمسخ وهزال بالموروث وطغاة بالخلايا والبناء والأنسجة ..
نحن مخاض الصدف فلا يغريك الانفلات من جاذبية دمك . نحن الرذاذ المتكور فوق القشور وعالمنا رذاذ . نحن المتثائبون في أول النهار النائمؤون آخره . نحن العالقون القابضون على الرماد وعروشنا طواحين هواء . نحن الخاملون المرتجفون الحائرون وامالنا سنوات قحط وغلافنا زفير ..
على آي رقاع التقيك يا كربلاء الروح ويا ذات الأبعاد الثلاثة . والحصر والكر بيننا سجال وظلال وهذرمة عمر . كأن الحياة لم تحمل حلما إلا أحلام الزاهدين ، أو لكأنها اغدقت وفرت من سنامنا بالعمد وسبق الإصرار فتلاشينا كجرح على الرمال ...
أيها الزمن الذي لا يأبه بالسقوط وبالشماتة ، ولا يتعظ بالتحايل ولا الدلائل وما ادمى واشجى ، وما عاث وافنى ، صليب على نحر ، وجوقة من هباء ، فيك الغرابة وفينا بارجات الشقاء ..
وحين أقطع معك الفيافي من جبال الأرز الى حضرموت اتوجس منك الماء تحت قدمي ، اركن الى وسنى فاغفو على مضائقي لاستحضرك زمنا جميلا داسته الإبل فمات في عروقنا نحن الميتون ، قواقل ترحل وأطياف تحل ...
وبين الحياة والموت ذكريات واحلام ، التقفها المشيعون ودفنها الصابؤون ، عنوة بغير إرادة ، مهجرون نبحث في ورق الصفصاف عن رطوبة هشة ، ونوافير هباء ، وفي كل يوم نتحلل كالأطمار ونخنع كالسعال في سواحل البلعوم ، رعاف مسفوح على أبواب سر من راى ... !!
$@leh ########

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...