يرتـدُّ من سقفِ الشقاءِ خـريري
كَـمَـعَـاولٍ مَـكَثت على تكـسيري
وحدي جوىً أنساق خلف تَرَقُّبُي
وينُـوح نَوحَ الـبائسينَ مَـصـيري
أوغلت حتى ما دريت بخطوتي
فـي أيِّ أرضٍ تَـشـتهي تـدمِـيري
ومَـلَـلْتـنِي لـلـرِّيح أُسْـلِـمُ دفَّـتي
ويخـونـني فـي عـثْرَتي تقديري
ما كنت من حذر أجود بمهجتي
فأعود من تيـهي ومن تخـديري
خَـطَـئي عَـظـيمٌ لا أراه بـعَـابـرٍ
حـتَّى يُمَـزُّقُ أضـلُـعي وضمـيري
الآن لا جـدوى ولـسـتُ بِـدائنٍ
إلَّاي حــتَّى أرْتَـضِـي تَـبْـرِيـري
الحُبُّ... مـاذا الحب إلا كِـذبـةً
كُـفْرِي بها قـد مَـلَّ من تكـفيري
وجهي سماويُّ الغيوم ورؤيتي
حمقاء ما جـنحت إلى تحريري
وقناع أيَّـامي تَـكَـشَّـفَ وَجْـهُهُ
قد شطَّ عن رسمي وعن تصويري
يا بنت هـذا الصَّبر لا تَـتَوهَّـمِي
أن الجَـفـا قــد نال من تغيـيري
إنِّي مَـضَـغْـتُ المرَّ ألف وجيعةٍ
لا تُـغـرِيَـنَّـكِ هَـدأتـي ونُـفُـوري
طبعي خريفيُّ المزاج ومن أنـا
إلَّاكِ لا تـمـضـي إلـى تَعـكـيـري
وتجنبيني ما الجـراح تَـوَاتَـرَتْ
حـــتَّـى أمـرِّرَنِـي بـلا تَـكْـدِيـرِ
لا تَدَّعِي الإحـسانَ أنت بعِـيدةٌ
الآن عـن عَـقلي وعـن تفكـيري
ولـتذكُـريـني مـا أرَدْتِ كَـنَـادِلٍ
عَصَرَ الضُّلوعَ وما اشتهيت عصيري
فمضى تجـالِـده الحَـياة وقـلْـبُـهُ
كالجـمـرِ يشـهقُ فـي إناء الـكـيرِ
لا تمتطي في الصمتِ صَهْوَات الصدى
فَـأَتُـوهُ بـيــن تَـوَجَّـسٍ وزئِـيـرِ
وكَفى بهجركِ كَم تَخَطَّفَ أضلعي
مِـزِقًـا كـشـوكٍ مُـوغِــلًا بـحـريـرِ
لا حظَّ لي غيرَ افتقادكِ لَـم يعد
أملًا لأكـمل في الهوى تسطيري
.......
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق