((رفّ النّسيان))
تحداك قلبي العنيد
فطويت حلمي على رفّ النّسيان
صحوت من غفوتي كطفلة تولد من جديد
فبعد الهجر ماذا يكون
سوى غياهب الهمّ والأحزان والألم المديد
وإلى أيّ مدى أوصلتني
أراني بين الأرض والسّماء عن الحلم بعيد
أحتسي كؤوس الهوى بالصّبر
وكؤوس النّسيان بالهجر
أراني كدخان يتلاشى في السّماء
على دروب التوهان فأتوه من جديد
نعم أراني مهملة منك دون احتواء
مرغمة على البقاء ولن يفيد
أشرب فيك الصّبر جرارا دون إرتواء
أحتسي كؤوس التّشريد
وزعمت لي أنّني حبيبتك الوحيدة
ولي فيك ما أشاء وكلّ ما أريد
فغفوت بحلمي غفوة
فجأة وقبل المساء
جئتني أنت قريباً لا من بعيد
أفقتني من غيبوبتي
شكراً لك يا أنت فعلتها بكلّ دهاء
بل يزيد..
وتفوَّقت على نفسك بالغدر والخيانة
وأجدت بطبعك ألوان الجرح والهجاء
كأحقر أنواع العبيد
عفواً يااا أنت
لم أعرف يوماً الإنحناء
ولا طرقت يوماً باب الرّياء
معدني الذّهب وليس الحديد
ليست كلّ المعادن تصدأ سيّدي
فالماس لا يقبل التّبديد
طريقنا لم يعد واحدا سيّدي
ومعي لن يكون لك زاد ولا ماء
فكلانا بعيد بعيد
تعلّمت فيك التّحدّي
والصّيف وقت الشّتاء
فما كنت لى الرّبيع ولا ليلة العيد
ولا روعة المساء
ولا الحلم السّعيد
عفواً.. وما كنت الخريف
بل كنت النّار والجليد
ولعنة السّماء
أحمد الغرباوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق