فكر.. و عناد قلم ..!
.. لا أدري لِمَ كلما أمسكت بفكرة .. و حاولت " تقييدها "
بحروفي ..يستعصي عليّ القلم و " يحرن " !
فتفلت الفكرة كما يفلت عصفور من يد طفل !
أو هي الأفكار كما الفراشات ..تلاحقها ..لكنها تهرب
لتوغل بك في رياض الزهر ..
أحاور قلمي ..و أسترضيه .. لكنه يتمنّع ! كما لو
أنّه ملّ من الكلام ..و ما عادت تلك الأفكار الفاتنات
اللواتي تبرجن بالجمال يعنينه .. فأذكّره كيف كان يجود
إذا ما اشتمَّ عطراً أنثوياً من غاداتً حسان ..
و أذكّره كيف كان يسكب حبره إذا ما لقي تعليقاً
جميلاً ..أو ثناءً و لو ب ( لايك ) أو قلب
أحمر

كلّ هذا ، و القلم " حردان " يتعلّل بأسباب بعضها
زهد في الكتابة ..حينما يرى تزاحم الكتّاب الذين
يسفحون حبرهم في ما لا طائل منه و لا معنى له !
و هم يصدّرون أسماءهم بأفخم الألقاب ..
كذلك ، يشعر القلم بالغثيان حينما تنكسر قاعدة
من قواعد اللغة في نحوٍ أو إملاء ..فيُنصَب المرفوع
و يُرفَع المجرور .. و ترسم الكلمات مشوهةً ..في
همزاتها ..و معظم حروفها ..
فيشكو قلمي من عُجمة طغت و بغت على فصيح
كلام العرب ..فيأبى أن يجامل و يجيز ..كما يفعل
الكثيرون الذين يغدقون بالمديح على نصٍّ .. الفاعل
فيه مكسور ..مجرور !!! و يجادلونك أن المهم حسن
النوايا و الفكرة ..فاللغة ليست مهمة ..كأنما هي شيء
ثانويّ ! و يحتجّ قلمي ..ماذا لو كان المهندس أو
الصانع غير متمكن من أدواته .. ؟!
بعد حوار ..رجوت القلم أن يغفر الزلة و أن يُعذر في
ما يجوز العذر فيه من سهو ..أو غفوٍ ..!
و رجوته أن يجود بالأفكار و أن يكون ماهراً باصطيادها
مثلما تلك الفراشات الجميلة ..
أحمد المثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق