يا بنت قلبي الذي يلتاع من ضجر
هلّا سألت المدى والناس عن خبري
ما زلت مما جرى أبك الجوى ألمي
وأنت أنت التي نامت على وتري
كأن بي لهفة حتى ذرى شغفي
أذكت شجون الدجى جورا على وطري
تبعت ظني وكم حاذرت وا أسفي
ومن يحاذر فلن ينجو من القدر
ولست مما أراه اليوم في عجب
كم جار عشق فما أبقى ولم يذر
وكم أناس لهم في التيه أودية
جاثوا مداها بلا أينٍ ولا سفر
وحدي ودربك مرصوف على وجعي
أشكو اغترابي وما عانيت من حُفري
فما اقتفيت خيالا منك أتبعه
إلا ذراني كذرو الريح للغَبَرِ
وما أتيتك محمولا على وهني
دون اشتياقي إلا ضاق منحدري
يا آخر الدمع ما بث السها عرضا
يُوْمِي لطيفك في أضغاث مصطبري
أشم عطرك في أصداء قافيتي
وفوق طل الأسى نجواي كالمطر
أما دهاك الذي ما زال يدفع بي
للذكريات كمن يلقى بمستعر
ما زلت أذكر ما عشناه يا قمرا
مذ أن قلاني وليلاتي بلا قمر
.....
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق