هي آخر العُرب
....
...
نَامُوا فما عَادَ الخَنَا يُبْكِيْهَا
أو فَاوْقِدُوا بالقَولِ ما يُشْقِيْهَا
مُرُّوا عَلَيْهَا كالكِرَامِ وهَلِّلُوا
كالرَّاقِصِينَ على اغتيالِ بَنِيهَا
هِيَ آخِر العُرْبِ التي ما أَطْفَأَتْ
شُعَلَ النِّضَالِ بِأُمَّةٍ تُطْفِيهَا
هي آخر العُرْبِ التي أَطْفَالُهَا
وُلُدُوا رُجَالاً جَاوَزُوا التَّشْبِيهَا
في اللهِ ما تَرَكُوا الكِفَاحَ وَمَا انْحَنَتْ
أَعْنَاقُهُمْ دونَ العُرُوبَةِ تِيْهَا
فَجُرَ الجَبَانُ وَنَحْنُ أَجْبَنُ مَا رَأَتْ
عَينٌ وَمَا عَهِدَ التُّرَابُ نَزِيْهَا
من يَبْتَغِي شرفَ الحياةِ فَمَا لَـهُ
دونَ الجِهَادِ مَشِيئة يَمْضِيهَا
والنَّاسُ أفعالٌ فبئسَ فِعَالُ من
قالوا حَرَاماً وانْزَوُوا تَسْفِيهَا
ما للعروبة كالغثاءِ وجُلَّهُمْ
تَخِذَ المعازفَ والهوى تَرْفِيهَا
تركوا القضيةَ أَمْ قلوبٌ مَا بَهَا
غير اتباعِ النَّفْسِ ما يُردِيهَا
يا غَزَّةَ الأقصى لِقُدْسِكِ لَمْ تَزَل
أممٌ فأَدْهَى كالرعودِ تَلِيْهَا
قصدوا الشَّهادَةَ والشَّهادَةُ لم تَكُنْ
إلا لمن صَدَقَ الَّذي يُعْطِيْهَا
يا ابن الجبابرةِ الشِّدَادِ أَلَا اتَّخِذْ
من عَزْمِ تَرْبِكَ هِمَّةً تَكْفِيهَا
أرضٌ بها عَظُمَ البَلاءُ وأمَّةٌ
كَمْ طَأْطَأَتْ للعارِ كي يُقصِيهَا
ولسوفَ تَظْفَرُ بالجِنَانِ فَمَا بَكَتْ
عَيْنُ السَّمَاءِ وأنتَ مِن أَهْلِيْهَا
يَا رَبّ نَصْرَكَ فالقُلُوبُ تَمَزَّقَتْ
أَلَماً فَعَجِّل بالَّذِي يُبْرِيْهَا
.....
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق