مجلة وجدانيات الأدبية (( رسائل إلى أبي عبيدة )) للشاعر هلال مفرح المرصبي

رسائل إلی أبي عبيدة

أبا عبيدة مهلاً أيها البطلُ

فمنك ترتجف الأعذارُ والعللُ

ابا عبيدة إن البغي يقصفكم

والعار يقصفنا بالمثل والخجلُ

ولم يمتْ شهداء القصف بل صعدوا

وإننا نحن من ماتوا ومن قُتِلُوا

أبا عبيدة لا تعجل بتهمتنا

وحُقَّ في مثلنا من مثلكَ العَجَلُ

لكننا كُلَّ آنٍ نغتلي غضباً

وقُطِّعتْ دوننا الأسباب والسُبُلُ

والأُسْدُ تزأرُ في الأقفاص هائجةً

يكاد يقضي عليها الغيظُ والمَلَلُ

طوفانُنا حَنِقٌ خلف السدود ولن

تَرُدَّهُ حين يأتي الوعدُ والأجلُ

ابا عبيدة في أعناقكم ابداً

تُعلَّقُ الأمنياتُ الخضر والأمل

لستَ المحاصرَ بل نحن اللذين همُ

خلف الحصار ونحن المعشرُ العُزُلُ

ابا عبيدة احييتم كرامتنا

وكان أزهقها الإذعانُ والفشلُ

ظنَّ اليهودُ بأنَّ الأمرَ تم لهم

من بعد أن خنع الأعرابُ وانخذلوا

لكنهم يوقنون اليوم أن لهم

ميعاد يومٍ وشيكٍ خطبهُ جلَلُ

ابا عبيدة أنتم وجهُ أمتنا

وقلب أمتنا الخفَّاقُ والمُقَلُ

وقلعةُ المسلمين المشمخِرُّةُ إذ

ذلَّتْ ملوكُ بني الإسلام والدولُ

واختصَّكُم بلواء الحق خالقُكم

لإنَّكم انتم الأخيارُ والفُضُلُ

ابا عبيدة شدُّوا عزمكم فبكم

أعزَّنا الله لمَّا شُلَّتِ الحيِلُ

ابا عبيدة ثق بالله ليس لما

قضیٰ به الله تبديلٌ ولا حِوَلُ

ولا يسوأنَّكم خذلانُ خاذلكم

فلن يضرنَّكم في الله ما فعلوا

فإنما يبتليهم ربهم بكمُ

ويبتليكم بهم لكنهم جهلوا

أنَّ الدماء التي سالتْ بمشهدهم

فيها الشنار لهم والعارُ والثَلَلُ

لقد محتهم دماءُ الأبرياء ولا

يراهم اليوم إلا الشكُّ والعَجَلُ

ابا عبيدة إن الله ناصركم

لا يستفزَّنكم ريبٌ ولا وجَلُ

ابا عبيدة أنتم فخر أمتنا

وتاج عزِّتها القعصاء والحُلَلُ

شفيتمونا من الأعداءِ يوم غدوا

وفي جحافلهم عن صدكم شَلَلُ

فالارضُ بِشْراً بكم قد خضبتْ يدها

والمسجدُ اليوم من أفعالكم جَذِلُ

من ودِّنا وتحايانا نزفُّ لكم

قدْراً تنوء بهِ الألفاظ والجُمَلُ

ونسألُ اللهَ للقسام نصرتهُ

وحفظهُ حيثما كانوا وما نزلوا

هلال مفرح المرصبي