وتقطع غزة قول كل خطيب
بريق عصف كورد الأحلام
فك شفرته الشريف اللبيب
فالصرح قام من جديد من الحطام
إذ خطت لبناته أنوار الكتاتيب
بدماء طاهرة أذهلت الأعجام
وبإيمان متجذر هدم الأكاذيب
أعاد الأمة لأيام الإسلام
وطفت من جديد تعاليم الرقيب
فتوحد التائه و الفاجر رغم الآثام
في لواء حمى أصابت القريب
فالأسى نخر أفئدة السقام
تاهت يوما في الدنيا بلا طبيب
فكان لزاما إستفاقة بلا إستسلام
مرشدة لدرب القوي المجيب
فسطع الطوفان لإذلال الأزلام
بقوافي أبو عبيدة و عطر خبيب
فطرقنا معهم ذروة السنام
بمسك الفاروق وخطى الحبيب
يحلقون عاليا بوحدة بلا انقسام
داحرين الأساطير وممتهني النحيب
العزة عملتهم فهم سلالة الشهام
فحتى الكير عندهم ينفخ الطيب
بأرضهم تفنن الوحش في الصدام
فتجرعوا المرارة والجرح العصيب
حديثهم رحيق النصر لا فقط الكلام
وإن استكثر الأهل فيهم الخبز والحليب
فدامت غزة بأهلها الأيتام
نورالأمة وقوافي كل أديب
فهنا الشرف والعزة وخطوات التمام
وهنا الكرامة والمقاومة والتأديب.
محمد بن سنوسي
من سيدي بلعباس
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق