كانت وكنا
ما كلُّ شعرٍ من فؤادٍ ينبعُ
أو كلّ قولٍ في كتاب يسمعُ
بعضُ المناهلِ قد ذوى تاريخها
والعُرْبُ في قيد المواجعِ تقبعُ
ولكم سئمتُ من الكلام وحسنهِ
غيدُ القوافي تستجيرُ وتدمعُ
كلّت بنا الأقلام في أوراقنا
صرخت أمن عمق المواجع ألمعُ
دوّنت ٱهات الشعوب وظلمها
هل من جديدٍ قد أُحيكُ وأجمعُ
لن تنفع الأقلام مات بريقها
والحكمُ فينا جائرٌ ومبرقعُ
حتى اللسان إذا أدرته ناطقاّ
أو لكتَ فيه الحرف فورا يقطعُ
ماذا أكررُ والعروبة قد وهت
ما عاد ماضينا عريقا يسطعُ
وتكالبت للغرب كلّ أسودنا
ما عاد أسدٌ في العروبة توجِعُ
إنا ندوّنُ للزمان مهازلاً
من عمق فاجعةٍ غدت تتوسّعُ
فهي العراقُ وكم تبدّل مجدها
نيرانها قلب العروبة تلسعُ
يمن السعيدة كيف غادر سعدُها
حزنا يمزّق في القلوب ويوجعُ
والشام أواه على عطر لها
قد كان فيه الياسمين يضوّعُ
في تونس الخضراء ألف قضيةٍ
ومن الجزائر ألف صوت يرفعُ
والأرز قد باتت تئن جذورهُ
من ذا يردُّ على الأنين ويشفعُ
وننام عبر الصمت في أوجاعنا
والغدر ينهش في العظام ويرتعُ
نجتر ماضينا الحزين بحرقةٍ
وننازع الموت الذي لا يقنعُ
ونقول كانت للبلاد قضية
عين القضية كم ترفُّ وتدمعُ
ونقول كنّا...بات يخجلُ قولها
كانت وكنّا ..هل تُعيدُ وتنفعُ
نخشى الحقيقة إن أردنا ذكرها
او أننا عن ذُلّنا نترفّعُ
يا أمّةً خجل الزمانُ لضعفها
وتصدّعت أركانها تتضعضعُ
هل نستفيق على أنين جراحنا
لنرى الأيادي في الأيادي تجمعُ.
د. فريدة توفيق الجوهري لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق