السبت، سبتمبر 28، 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( مسافرة )) بقلم الشاعر عبدالكريم الأقرع


مسافرة....
سافرت نرجسة و ما سافر أثرها
حتى عطرها لم يسافر
تاركة ورائها
حكايات عن الحب و البرد
و عن لون الحزن في عينيها
و الغيم الماطر
سافرت و سافر معها الليل الجميل
و القمر الساهر
و مواسم القصائد الدافئة و سنابل الحب
و نسيم البيادر
حين تمرين بالذاكرة
تتوقف عن جميع و ظائفهاالذاكرة
إلا الغرق عند ضفاف العيون الساحرة
حين تمرين
يمر برفقتك سرب من الاشواق المهاجرة
و لون البحر الحزين
و تمرّ مسرعة ألوان الموجات
بين مقبلة ضاحكة
و أخرى باكية مودعة مسافرة
حين تمرّين
تغوص أصابعي و تتعمق في جروح القلم
لتستخرج الحرف السجين
لتنزف الكلمات من عيون الليل الساهرة
و تبدأ حالة من الضجيج بالقلب
و تتسارع الدقات بخطواتها نحوك
تجري بلهفة و يطول الدرب
لتعانق تلك الملامح العابرة
و تعيش ذكريات الحب
و تصبح الشرايين غير قادرة
و يزداد الحب و يتدفق
كالشلال الهادر
أبحث عن كلمة حب خضراء أكتبها
وعن عيون بالأمس كانت خضراء
أجلس مع الذكريات في ظلها
أبحث عن دموع تبكيني
و أذرفها عشقا و مشاعر
تكتبني تاريخا في الحب
و تخلّدني أغنية
أظل أكتبها و أرددها
عن إمرأة طفلة
نبيذية اللون ضحكتها
و عن زجاجة كالتاريخ معتقة حكاياتها
سافرت الريح بضفائرها
و سكرت
حين إستنشقت عبير سحرها
وعن ملامح سرقها الضباب مني
و تركني كالغريب التائه في أزقتها
أبحث عني بحلم عابر
فلا أجدني
إلا كغيمة طوقها الظمأ
و إستنزفها الزمن و شربها
حبك مثل رصاصة مقتولة
جعلت من القلب ضريحا لها
تأتيني بالحلم
على شكل متعبدة زاهدة متصوفة
وتأخذني إلى داخلي
لأزورها و أتمسّح بجدران القلب
و أزرع الورود حولها
غابت نرجسة لكنها تظل باقية
بالقلب حاضرة
يزورني طيفها كل ليلة
و يبيت الليل بداخلي ليؤرقني و يعذبني
كما يبيت السيف بالخاصرة.
إشتياق رجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...