حــظــيــرة الــخِــراف والــعــصــا الــغــلــيــظــة
بقلم : صخر محمد حسين العزة
يسيرُ قطيع الأغنام والراعي يُهشُّ عليه بعصاه حتى لا يخرج عن مساره ولا يشُذُّ عن الطريق ويعين عليه قائداً الحمار والمرياع ، وتسير الأغنام تتبع الحمار مع صوت قرع أجراس المرياع ، مُطأطئين رؤوسهم إلى حيثُ يقودهم الراعي ، حتى لو كان للذبح ، ويتبع مسير الأغنام الكلب الذي يُنظم مسيرها ويمنعها من الخروج عن الطابور ، ويُلاحقُ أيُّ خاروفٍ يخرج عن مساره ليُعيده مُذعناً مُستسلماً لسطوة الكلب .في واقعنا الحالي تعيش الأُمم المغلوبة على أمرها كحال قطيع الأغنام التي يتحكم في مصائرها حفنة لا يهمها إلا مصالحها ، فالمتتبع لما يجري في العالم من أحداث ، ومن غطرسة قوى الغرب وعلى رأسها أمريكا وتجبرها بشعوب العالم وخاصةً شعوب العالم الثالث التي يحكمها قادة طوع أمر سيدهم الأمريكي ، لأن من أجلسهم على عروشهم هم قوى الغرب فيبقوا مُنقادين لهم خوفاً على زوال كراسيهم ونقمة شعوبهم عليهم ، وليبقى الك يان الإسر ائيلي ينخرُ في جسد الأمة كما السرطان الذي ما وُضِع إلا لتفتيت الأمة ونهب خيراتها ، والإستمرار في سلب ثرواتها وهم مُنقادون كالخراف ، ومن يحاول أن يخرج عن السرب فكلب أمريكا إسر ائيل جاهزٌ لإعادته إلى حظيرة الخنوع والإستسلام
إنَّ ما دفعني لكتابة هذا المقال هو قرار حق النقض ( الفيتو ) الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 20 تشرين الثاني عام 2024م في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار يحترمه جميع الأطراف ، مع التأكيد على المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وقد حصل على تأييد أربعة عشر عضواً من أعضاء المجلس الخمسة عشر ، لكنه وكالعادة لم يُعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ( الفيتو )
إن قرار الفيتو ما هو إلا عصاً غليظة تُستخدم في وجه الشعوب المقهورة ، وخاصة شعوب أُمتنا العربية ، وما يخُصُّ تحديداً قضيتنا المركزية ؛ قضية فلسطين ، فما هو هذا القرار الجائر الذي يتحكم بمصير الشعوب من دول ظالمة لا يهمها إلا مصالحها ؟!! ، وما وُضع فقط إلا للمحافظة على مكاسب الدول الكبرى دون مراعاة حقوق الشعوب الأخرى وضاربين بعرض الحائط بإي اعتراض على قرارات الدول الأخرى
قرار الفيتو : هو قرار حق الإعتراض على أي قرار يُقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء الأسباب ، ويمنح للأعضاء الخمس الدائمي العضوية في مجلس الأمن وهم ( الصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة – بريطانيا ، والولايات المُتحدة الأمريكية ) وهذه وفي حال امتناع أو غياب عضو منهم عن التصويت لا يُعيق إعتماد مشروع القرار ، ومن المهم أن نُلاحظ أنَّ حق النقض هذا لا يمتد إلى التصويت الإجرائي ، وهو القرار الذي يتخذه الأعضاء الدائمون أنفسهم بالإضافة إلى ذلك ، يُمكن للعضو الدائم أنْ يُعيق إختيار الأمين العام ، دون الحاجة إلى حق النقض الرسمي، حيثُ يتم التصويت بشكل سري .
من نظرتنا لتعريف هذا القرار نجد جليَّاً أنه عامل أساس في تقويض أي مشروع أو أي إجراء يُتخذ بشأن جرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية ، ويمنع منظمات الأُمم المتحدة من أن تتخذ أي إجراء ضد الأعضاء الدائمين وحلفائهم ، وقد تم وضعه لكي تحمي هذه الدول الخمس حقوقها السيادية ومصالحها الوطنية ، وقرار النقض الأخير التي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية يُتيح للك يان الصه يوني الإستمرار بجرائمه وحملات الإبادة ضد أبناء قطاع غزة وبه تمنع حصول أبناء القطاع على الخدمات والمُساعدات الإنسانية الضرورية التي تُبقيهم على قيد الحياة .
إنَّ المُتتبع لقرارات الفيتو التي صدرت على مدى صراعنا العربي – الإسرائي لي يرى أنَّ هذا القرار قد كان جُلَّ استعماله من أمريكا ضد أي قرارات عربية أو دولية هدفها لجم الك يان الصه يوني عن عدوانه وحملات إجرامه ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي ، ومن خلاله قدمت أمريكا أفضل دعم للك يان الص هيوني وأفشلت صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي يُلزم إسرائيل بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العُنف ضد الشعب الفلسطيني ، فمنذ السبعينيات من هذا القرن إستخدمت الحكومات الأمريكية المتعاقبة حق النقض الفيتو ضد أي مشروع يدين جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، فمنذ أولى جلسات الأمن وحتى صدور القرار الأخير في 20 تشرين ثاني من هذا العام الذي يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن الرهائن ، فقد استعملت أمريكا هذا القرار ثلاثة وثمانين مرة منها خمسة وأربعين مرة لصالح الك يان الص هيوني ، وبالتالي أعرض عليكم أُبرز القرارات التي استخدمت فيها أمريكا حق الفيتو لحماية الك يان الصه يوني*:
أولاً : في حزيران عام 1976م: أسقطت الولايات المتحدة تقريراً تقدمت به لجنة مهمتها إعداد برنامج تنفيذي لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المعترف بها في القرار رقم 3236 الصادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة ، وأعيد تقديم تقرير اللجنة إلى مجلس الأمن أربع مرات في الفترة 1976-1980، وواجه المصير نفسه بعد استخدام أميركا حق النقض.
ثانياً : في 20 آب عام 1980م: إمتنعت عن التصويت لصالح القرار الأممي رقم 478 الذي يتضمن عدم الاعتراف بالقانون الإسر ائيلي بشأن القدس ، رغم أن جميع الدول الأعضاء في المجلس أيدت ذلك القرار.
ثالثاً : في 15 كانون الأول عام 2001م: استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد قرار أعدته المجموعة العربية يدعو لنشر مراقبين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وصوتت 12 دولة من بين 15 دولة أعضاء في المجلس بينها فرنسا وروسيا والصين مع القرار، فيما امتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا والنرويج.
رابعاً : في 19 نيسان عام 2002م: حذرت الولايات المتحدة مجلس الأمن من أنها ستستخدم حقها في النقض إذا ما طرح للتصويت مشروع قرار يطلب إجراء تحقيق حول المجازر التي ارتكبتها القوات الإسر ائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
خامساً : في 20 كانول أول عام 2002م : استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار قدمته سوريا لمجلس الأمن يتضمن إدانة لإسرائيل بسبب مقتل ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة العاملين في الأراضي الفلسطينية بنيران قوات الاحتلال وهم بريطاني وفلسطينيان ، وحصل مشروع القرار على تأييد 12 عضوا من أعضاء مجلس الأمن، وامتناع عضوين آخرين هما الكاميرون وبلغاريا، في حين كانت الولايات المتحدة هي المعترض الوحيد.
سادسا: في 16 أيلول عام 2003م: استخدمت واشنطن الفيتو لمنع صدور قرار قدمته الدول العربية يطالب إسرا ئيل بعدم المساس بالرئيس الفلسطيني يا سر عر فات أو ترحيله ، وأيد القرار 11 من أعضاء مجلس الأمن بينما امتنعت بريطانيا وألمانيا وبلغاريا عن التصويت.
سابعاً : في 14 تشرين الأول عام 2003م: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أعده الفلسطينيون وقدمته سوريا باسم المجموعة العربية ، يدين بناء إسر ائيل جداراً عازلاً في عمق الضفة الغربية ، وحصل مشروع القرار على عشرة أصوات وأحجمت أربع دول عن التصويت هي ألمانيا وبريطانيا وبلغاريا والكاميرون.
ثامناً :6 في تشرين أول : فيتو أميركي آخر في مجلس الأمن ضد مشروع قرار عربي لوقف العمليات الإسرائ يلية بقطاع غزة ، وأيدت 11 دولة المشروع وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي ألمانيا وبريطانيا ورومانيا ، استخدمت واشنطن الفيتو ضد قرار يدين إسرائيل للمج زرة التي ارتكبتها قواتها في بيت حانون ، وقد صوت لصالح القرار عشرة من أعضاء المجلس وامتنع أربعة عن التصويت.
تاسعاً : في 19 شباط 2011م: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الاستيطان الإس رائيلي في الضفة الغربية والقدس ويعتبره غير شرعي.
عاشراً : في 22 أيلول 2011م : الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يبلغ الرئيس الفلسطيني عباس أن واشنطن سوف تستخدم حق النقض لإحباط أي تحرك في مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وحذّرَ الرئيس أوباما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أكد حينها تمسكه بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الإعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م إذا فشلت جهود استئناف مفاوضات السلام مع إسرا ئيل ووقف الاستيطان ، واستخدمت واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار عربي بمجلس الأمن يرمي إلى إنهاء الإح تلال الإسر ائيلي في عامين ، وصوتت ثماني دول بينها ثلاث تمتلك حق النقض -هي فرنسا والصين وروسيا- لصالح مشروع القرار الذي قدمه الأردن ، بينما صوت ضده الولايات المتحدة وأستراليا ، وامتنعت خمس دول عن التصويت بينها بريطانيا التي تمتلك حق النقض.
حادي عشر : 23 كانون الأول 2016م : الرئيس المنتخب دونالد ترمب يدعو الرئيس المنتهية ولايته أوباما إلى استخدام حق النقض ضد قرار أممي يدين بناء وتوسيع المستو طنات الإسرا ئيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. غير أن الولايات المتحدة امتنعت عن استخدام الفيتو هذه المرة.
ثاني عشر : 18 كانون الأول 2017م: إستخدمت إدارة ترمب حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قدمته مصر يطالب بإلغاء قرار الرئيس الأميركي الإعتراف بالقدس عاصمة لإسر ائيل، في حين أيد 14 عضواً بالمجلس المشروع ، وطالبوا باحترام القرارات الدولية التي تؤكد أن القدس الشرقية أرض فلسطينية محتلة ، وأن القدس يجب حل قضيتها في إطار التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسر ائيليين.
ثالث عشر : في حزيران 2018م: قدمت الكويت قراراً يطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ويندد باستخدام إسر ائيل القوة ضد المدنيين الفلسطينيين، فوقفت واشنطن ضد القرار
رابع عشر: في 18 تشرين الأول 2023م: إستعملت أميركا حق النقض في مجلس الأمن الدولي، ضد قرار قدمته البرازيل تدعو فيه إلى "هدنة إنسانية" بين حركة المقا ومة الإسلا مية (حم اس) وإسرا ئيل ، للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع
خامس عشر : في 26 تشرين الأول 2023م: قدمت روسيا طلباً لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية لكن الولايات المتحدة الأميركية صوتت ضده
سادس عشر : في 8 كانون الأول 2023م : بمشاركة 80 دولة قدمت الإمارات العربية المتحدة طلباً لوقف إطلاق النار في غزة ، إلا أن أميركا استخدمت الفيتو مجدداً
سابع عشر : في 16 كانون الأول 2023م : تم رفض قرار دعا إلى إرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق حول ارتكاب إسر ائيل "جر ائم حرب" في غزة
ثامن عشر : في 20 شباط 2024م : قدمت الجزائر نيابة عن جامعة الدول العربية طلباً بوقف إطلاق النار والعدوان الإسر ائيلي على غزة منذ بدء معركة طو فان الأق صى في أكتوبر/تشرين الأول 2023م ، لكن الولايات المتحدة صوتت ضده مستعملة حق الفيتو
بعد كل هذا نقول لزعماء أمتنا إلى متى تنتظرون أمريكا لتقف معكم ؟!!! ، وهي تقف ضد أي مشروعٍ سواءً أكان عربياً أو دولياً ينتقد أو يُدين الك يان الصه يوني ، مُستخدمةً حق النقض الفيتو بشكلِ روتيني كعصاً غليضة تهشُّ بها عليكم لتبقوا صامتين خانعين لها ، وما دور مجلس الأمن الذي فقد نزاهته أمام تقويض أي قرارات تصدر من أجل حل النزاعات الدولية؟!!! ، فوجود هذا المجلس كعدمه بل يخدم مصالح الغرب
منذ معركة طو فان الأق صى في السابع من تشرين أول عام 2023م وقد مضى حتى تاريخ كتابتي لهذا المقال ما يقارب سنة وشهرين ، ومجا زر الإحت لال الصه يوني وحملات الإبادة لم تتوقف ضد أبناء قطاع غزة مع منع المساعدات الإنسانية عنهم في حملة تجويعٍ ممنهجة ، وكل هذا بدعم من أمريكا ودول الغرب التي تمد العدو الصه يوني بالدعم العسكري والسياسي وكل أشكال الدعم بمشاركة فعلية في قتل الشعب الفلسطيني ، فإلى متى سنصحو من غفلتنا لنعرف أنَّ عدونا هو ليس الك يان الصه يوني فقط بل أمريكا ودول محور الشر الغربية التي أوجدت هذا الكيان من أجل الحفاظ على مصالحها ؟!!!
وفي الختام أقول أن أمريكا التي نشأت من شُذاذ الآفاق الأوروبيين واحتلوا أمريكا حالها كحال الك يان الإسر ائيلي المكون من الي هود الذين أتوا من أوروبا وسطوا على فلسطين بمعاونة قوى الإستعمار وبوعد بلفور المشؤوم ، فتأسست أمريكا على أشلاء وجماجم ما يزيد عن مائة وخمسين مليون هندي أحمر وهم شعب أمريكا الأصلي وعلى جُثث مائة وثمانين مليون زنجياً كانوا يسخرونهم كعبيدٍ لهم ، والك يان الإسر ائيلي تأسس بعد ارتكاب المج ازر ضد الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه ، وفي عصرنا الحالي فكم من ملايين الضحايا أوغلت أمريكا في دمائهم في العراق وسوريا واليمن وليبيا وإلى غير ذلك من دول أخرى ، فهذه الدولة نشأت وتربت على القتل والمجازر ولا تزال تحكمها عقلية رُعاة البقر ( الكاوبوي ) في التعاطي مع دول العالم ، وتُصر على القيادة بالحرب عسكرياً واقتصادياً عوضاً عن الحوار والمشاركة والتعاون المبني على المصالح المشتركة دون الهيمنة ، يسيطر عليها بذلك جنون العظمة ، والمحرك لها في كل ما تقوم به هو طرف خفي أصبح مكشوفاً للجميع بعد معركة طو فان الأق صى ، ولا يستطيع أي رئيسٍ أمريكي أن يُخالف هذا الطرف وما هو إلا الص هيونية المسيطرة على كل سياسات ومقدرات الولايات المتحدة ، والك يان الص هيوني المختلق هو صورة مصغرة عنها ، ولهذا نرى التحالف الوثيق والدفاع المستميت عنها لأنه بزوال هذا الكيان سيكون زوال مصالح أمريكا في المنطقة ، وكما قال الرئيس الأمريكي بايدن في إحدى خطاباته : (إن إسر ائيل يجب أن تعود مكاناً آمناً لليهود، وإنه لو لم تكن هناك إسر ائيل، لعملنا على إقامتها )
بعد كل ذلك أقول أن قرار الفيتو أصبح العصا الغليظة في يدها من أجل حماية الك يان الإس رائيلي والحفاظ على مصالحها ، ويجب على الزعماء العرب أن يكونوا على قدر المسؤولية ، وأن يسلموا بالأمر الواقع أن العدو الأول والوحيد للأمة العربية والإسلامية هو أمريكا ، ولمواجهة ذلك يجب عليهم أن يخرجوا من حالة السبات التي يعيشونها ، ويتخذوا قرارات مصيرية تجعلهم يُغيروا توجهاتهم إلينا وتدفعهم لإحترامنا ، حيث يجب إتخاذ القرارات التالية :
أولاً : وقف كل أشكال التطبيع مع الك يان الص هيوني وطرد سفرائه من الدول المُطبعة ، وخاصة بعد أن أصبحت أوراقه مكشوفة وأطماعه لن تقف عند فلسطين فقط ، بل يتعداها إلى كل الدول العربية التي يطمعون لإحتلالها ، لإقامة دولة إسر ائيل الكبرى من الفرات إلى النيل
ثانياً : قطع العلاقات مع أمريكا ، ومع كل الدول التي تدعم الك يان الصه يوني في حملات الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ، واستهداف لبنان
ثالثاً : سلاح النفط هو سلاح فعال ، وأثبت فعاليته في حرب أوكتوبر عام 1973م ، فيجب قطع النفط بجميع مشتقاته عنهم
رابعاً : الضغط على الدول الدائمة العضوية بما فيها أمريكا ، من أجل إقرار قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، دون أي تبعية للإح تلال الص هيوني
خامساً : الضغط على الأمم المتحدة من أجل مراجعة قانون حق النقض الفيتو الذي وجد فقط ضد الدول الفقيرة ، ومن أجل الهيمنة عليها وسلب خيراتها
سادساً : عدد الأعضاء المشتركين في مجلس الأمن مائة وثمان وثمانين دولة يتحكم في قرارتها خمس دول بقرار حق النقض الفيتو فمن المضحك أن يُهيمن قرار الأقلية على الأغلبية ، كما هو الحال الذي تم فيه إقرار وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح الرهائن فتم التصويت بالموافقة 83.3% مُقابل 6.7% اعترضوا على القرار ، ليتم الرفض للقرار بقرار الفيتو الأمريكي المُسلَّط كالسيف على رقاب الضعفاء من أجل إرضاء إبنتها اللقيطة الك يان المسخ المسمى إسر ائيل ، ولهذا يجب إنسحاب جميل الدولة العربية والإسلامية وجميع الدول الفقيرة من مجلس الأمن الدولي ما لم يتم إلغاء قرار حق النقض الفيتو ، وتعديل القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن بصورة عادلة يكون فيها إحقاق الحق ونُصرة المظلومين
يجب أن يعلم الزعماء العرب أنه لا يُمكن لأمريكا التي أصبحت مكشوفة للعالم عن انحيازها الكامل للك يان الص هيوني أن تكسب قلوب وعقول الشعوب العربية والمسلمة وشعوب الدول الفقيرة والمستضعفين من دول العالم الثالث والعالم عامة ، ما لم تُقلل من عنجهيتها وغطرستها وفوقيتها التي تتعامل بها مع العالم وكأنهم أنصاف بشر أو حتى حيوانات ، وأن العالم لا يُمكن أن يُساس بالعصا الغليظة والأوامر والنواهي ، بل يجب أن يكون بالتفاهم ومراعاة حقوق ومصالح الشعوب ، وإلا فإنها مهما طغت وتجبرت فنهاية كل طاغية محتومة ومن التاريخ نأخذ العبر فكم من الإمبراطوريات سادت وطغت ثم بادت وصارت نسياً منسياً ، فهذه سُنة الله في الأرض فكم من الحضارات سادت ثم بادت قال تعالى في سورة آل عمران – الآية 140 : { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } وقال أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس بعد سقوطها بعد حُكم دام سبعمائة وواحد وثمانين سنة :
لِـكُـلِّ شَيءٍ إِذا مـا تَـمّ نُـقــصـانُ فَـلا يُـغَـرَّ بِـطـيـبِ العَيشِ إِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَـمـا شاهَـدتُهـا دُوَلٌ مَن سَـرّهُ زَمَــنٌ سـاءَتـهُ أَزمـانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُـبـقـي عَـلـى أَحَـدٍ وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَهــا شــانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ وَأَيـنَ مِـنهـُـم أَكـالِــيـلٌ وَتـيــجَـانُ
وَأَيـــنَ مــا شــادَهُ شَــدّادُ فـي إِرَمٍ وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَيـنَ مـا حـازَهُ قـارونُ مـن ذَهَبٍ وَأَيــنَ عـــادٌ وَشـــدّادٌ وَقَــحـطــانُ
أَتــى عَـلى الـكُـلِّ أَمـرٌ لا مَـرَدّ لَـهُ حَـتّـى قَـضـوا فَـكَأنّ القَوم ما كانُوا
دارَ الــزَمـانُ عَـلـى دارا وَقـاتِـلِهِ وَأَمَّ كِـــسـرى فَـــمــا آواهُ إِيــوانُ
كَـأَنَّـما الـصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ يَـومـاً وَلا مَـلَـكَ الـدُنـيـا سُلَـيمـانُ
يا غـافِـلاً وَلَـهُ فـي الدهرِ مَوعِـظَةٌ إِن كُـنـتَ في سنَةٍ فالـدهرُ يَـقـظانُ
*مصادر : موقع الجزيرة الإلكتروني
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
24 / 11 / 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق