العرب والشخصية الرمز بقلم منيرة الغانمي ـ تونس =============================
::
درجت الشعوب العربية ومن فجر تاريخ استقلالها المزعوم بخروج أخر جنود المستعمر من آراضيها على الإلتفاف حول شخصية المنقذ أو الشخصية الأمل التي بها يتخطى الشعب الصعوبات وبها يصلح حال البلاد والعباد هذه الشخصية يقع تضخيمها وتزويدها بالبعد الأسطوري التاريخي الزائف حيث تصبح هي المركز الوحيد الذي يقع الإنطلاق منه والرجوع إليه في كل القرارات الصادرة في كل المجالات مما يجعل منه المعيار الوحيد للتمييز بين الصواب والخطأ يلتف حوله الجزء الغالب من الشعب ليقع السقوط في النظرية الإقصائية إما مع وإما ضد وبذلك تسيطر على العقول فكرة أن لا إصلاح دونه أو لا يوجد مصلح غيره وينقسم الشعب إلى فئتين كلاهما في حقيقة الأمر نوعية واحدة مدافعة وناصرة مناصرة وأخرى مهاجمة ومناقضة تحاول لملمة الصف للتحضير لميلاد الشخصية الرمز لها التي لا غاية لها سوى الإطاحة بالشخص القائد والكل يتناحر لخذمة شخص لا شعب ولا دولة . فالإثنتين ينعدم لديهما غاية الإصلاح أو التطوير للقاعدة أو حتى للنخبة فكل ما في الأمر هو السعي إلى الإستيلاء على العقول والسيطرة عليها حتى تؤمن بالشخص لا بفكرة وحينها توظف كل وسائل الدولة وأجهزتها وثرواتها في خدمة هذا النهج السلبي الذي لا يزيد البلاد والعباد إلا تخلفا ورجعية وضعفا يقع العمل في الخفاء وتحاك المؤامرات وتكاد الدسائس ووأد كل مخالف واجهاض كل مشروع تنموي حقيقي .. ويغرق الوطن في مستنقع المديونية اذ لا استثمار حقيقي .. والتفقير الذي يتعرض إليه الشعب باستثناء الفئتين النفعيتين التي تعيش على الفتات , وهكذا تصبح هذه الشخوص أبطال من ورق تخدمهم الدولة ولا يخدمون الدولة ومع ذلك يصبحون عبر التاريخ الزائف سادة وقادة أسطوريين خادمين لأنفسهم لا لشعوبهم وبذلك فإن التغيير لدى الشعوب العربية لا زال يقتصر - حتى بعد الثورات المزعومة والتي هي في حقيقة الأمر مجرد تحركات وتموجات ناتجة عن ضغط مورس لحقبة طويلة - على تغيير شكلي لا يتعدى واجهة الأسماء لا أكثر و لاتمس في شيء التطوير الفكري لدى القاعدة بل على العكس من ذلك فبعد الكثير من التحركات نجد أن الأمر وصل بعد التفقير إلى التجهيل المتعمد لقتل كل فكر ايجابي وكاستدلال على ذلك وحين صنع أحد شباب هذه الأمة المقتولة بأيدي أبنائها صاروخا أسماه باسم بلده ( .... حرة ) يبلغ طوله 1,5 متر ويصل مداه إلى 5 كم مع ثلاث قوالب حشو عند أستعمال الصاروخ وكان المخترع قد تمكن في فترة سابقة من صنع مدفعيات صغيرة إضافة إلى ذخائر وأسلحة وعوضا عن الاهتمام بهذا العقل الخلاق والمبتكر تم توقيفه من قوات الأمن وزجَّ به في السجن بتهمة مجاوزة التفكير..
فمات الرئيس وعاش الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق