الثلاثاء، يناير 21، 2025

مجلة وجدانيات الأدبية (( صــدق الــوعــد وانــتــصــرت غــزة )) بقلم الكاتب // صخر محمد حسين العزة



صــدق الــوعــد وانــتــصــرت غــزة
بقلم : صخر محمد حسين العزة
في غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق وقد سُميت بذلك لأنهُ حُفر خندق حول المدينة المنورة ، وسُميت بغزوة الأحزاب وذلك بعد أن حرَّض يه ود بني النضير القبائل العربية ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله بعد أن نقضوا عهدهم ، فحاصرهم واستسلموا له وأخرجهم من ديارهم ، فجمعوا القبائل العربية بحلفٍ معهم ، وانضم إليهم يه ود بني قريضة أيضاً من أجل القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وإخراجه من المدينة المنورة والقضاء على الإسلام ، وكان عدد المسلمين لا يتجاوز ألف صحابي وعدد جند الأحزاب عشرة آلاف ، ولكن الله عزَّ وجل لا يترك عباده المخلصين ، فسلَّطَ على الأحزاب ريحاً صرصراً هدمت خيامهم وشردتهم ، وأرسل جُنداً من عنده وألقى الرُعب في قلوبهم وفروا خاسئين مدحورين يتفطرهم الغيظ وقد خابت أمانيهم وآمالهم ، ونصر الله الرسول والذين معه .
وكما كانت غزوة الخندق في عهد الرسول كان طوفان الأقصى في غزة فجمع يه ود النضير وبني قريضة الجدد بني صه يون حلفاءهم والمتواطئين معهم ضد ثُلة من المجا هدين حفظة القرآن الكريم الصحابة الجدد ، فكان كل العالم الغربي ضد هؤلاء الأبطال على مدى أربعمائة وثمان وستين يوماً أعملوا القتل والتدمير والتجويع ضد شعب غزة أبناء الطائفة المنصورة واستُشهِد وجُرِح الآلاف ودُمِرت غزة عن بكرة أبيها ، ولكن بصبر هذا الشعب العظيم وثباته والتفافه حول أبنائهم من رجال المقا ومة البطلة ، لم يستطع العدو الصه يوني وحلفاؤه وتحت ضربات المقا ومة المباركة من تحقيق أيٍّ هدفٍ من أهدافه ، وخضع صاغراً ذليلاً للتوقيع على اتفاقية تُنهي الحرب وحسب شروط المقا ومة ، وكل هذا بتوفيقٍ من الله لأنهم صدقوا الله فصدقهم وكان لسان حالهم دوماً يقول : ( خُذ من دمائنا حتى ترضى يا الله) ( وحسبي الله ونعم الوكيل )
فالله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بُكرةً وأصيلا ، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
نعم لقد صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، فلكم أن تفرحوا يا أبناء غزة الأطهار بنصركم الذي أيدكم الله به ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن أبي هريرة – أخرجهُ إبن مسلم : ( للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )
وأقول أن لأبناء غزة أيضاً فرحتان : ( فرحة نصر الله لهم على بني صه يون ومن معهم من الحلفاء والمتواطئين والمتخاذلين ، وفرح لقاء ربهم بمن اصطفى من الشهداء من أبنائهم ليكونوا في جنة الفردوس بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والرُسُل والأنبياء والصحابة الأبرار ) قال تعالى في سورة الروم – الآيات[ 4 - 6 ]: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ(6) }
فأنتم يا أبناء غزة برجالها المقا ومين ونسائها وأطفالها وشيوخها كنتم أسطورة تاريخية لم ولن تتكرر في التاريخ بصبركم على القتل والجوع والعطش والتدمير ، وتحملتم ما لم تتحمله الجبال ، فكان لكم النصر على صبركم وثباتكم وصدقتم الله فأيدكم بنصرٍ من عنده ، قال تعالى في سورة الأحزاب-الآية 23 : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا }
نعم صدقوا الوعد إنهم رجال المقا ومة - الصحابة الجدد الذين ما كلَّت عزائمهم ولا وهنت سواعدهم وحطموا صلف العدو الصه يوني وأسقطوا أسطورته الكاذبة هو ومن معه من حلفاءه من أمريكا ودول الشر الأوروبية وبقية المتخاذلين والمتواطئين ، فحق لهم النصر بتوكلهم على الله في كل أمورهم ، قال تعالى في سورة آل عمران - الآية 160 :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
مع قرب تنفيذ وقف إطلاق النار بتاريخ التاسع عشر من كانون ثاني عام 2025م بإعلان إنتصار المقا ومة التي لم يستطع العدو الصه يوني وحلفاؤه من تحقيق أهدافهم ، فوافقوا صاغرين أذلاء بعد أن أذاقهم أبطال المقا ومة السُم الزُعاف ، ونقول لهم موتوا بغيظكم وكمدكم أنتم ومن ناصركم وحلفاؤكم من عربٍ وعجم ، قال تعالى في سورة التوبة-الآية 14 : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }
فهنيئاً لغزة وأبنائها النصر المبين بعد كل المعاناة والألم
هنيئاً لكل طفلٍ تيتم وفقد أمه وأبيه
هنيئاً للأمهات الثكالى وللشيوخ الصابرين القابضين على الجمر
هنيئاً لأبطال المقا ومة تيجان الرؤوس التي ما كلت عزائمهم
سلامٌ عليكم جميعاً يا أهلنا وأحبائنا على صبركم وثباتكم يا أهل العزة والفخر والشرف ، ونِعمَ عُقبى الدار
سلامٌ عليكم يا ملح الأرض وعبق زهورها التي لا تُنبت وتزهر إلا بالمقا ومين
سلامٌ على الدماء الزكية التي أُريقت على أرض غزة الطهور لتكون مناراً لطريق تحرير فلسطين كلها من بحرها لنهرها وتحرير أقصانا المبارك والصلاة فيه مُكبرين مُهللين بآيات النصر والتمكين
سلامٌ على الأرواح التي ارتقت إلى جنان الخلد وعلى سادة شهداء فلسطين الذين رسموا طريق الطوفان ، سلامٌ على هن ية والس نوار والعاروري صُنَّاع الطوفان
ونقول للشهيد القائد يحيى الس نوار أبو إبراهيم طِب نفساً ونم قرير العين في مرقدك فقد أدى الأمانة أبناؤك الميامين من جُند القس ام ، وأخذوا ما أردت من الص هاينة ، كما قلت : ( سنأخذ من إسرا ئيل ما نريده خاوة )
سلامٌ عليكم أيها الصحابة الجُدُد يا من رسختم نظرية جديدة في المقا ومة لا يعرفها إلا من حمل روحه على كفه نظرية ( المسافة الصفر ) التي أرعبت رعاديد الصها ينة وجعلت دباباتهم توابيت متحركة ، فنبوس الأرض تحت نعالكم على ما سطرتم وما قدمتم يا أساطير الفداء يا من مرغتم أنف الإحتلال وأعوانه والمتخاذلين معه ، ونهتف لكم كما غنى ، وأنشد أحمد قعبور بقصيدة توفيق زيَّاد : ( أُناديكم أشُدُّ على أياديكم :
أناديكم .. أشد على أياديكم أناديكم .. أشد على أياديكم
أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول: أفديكم
وأهديكم ضيا عيني ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي وما نكست أعلامي
وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي
أناديكم .. أشد على أياديكم أناديكم .. أشد على أياديكم !!
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
18 / 1 / 2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...