من كتابي رحلة السندباد بين أنماط العباد
حوار شهرزاد مع شهريار2019)
جلس شهريار في غرفته كالمعتاد
ينتظر قدوم حبيبته شهرزاد
ثم أخذه التفكير
فقد حان له وقت التغيير
فأطلت شهرزاد بوجهها الشاحب
تتأوه بشدة من كثرة المتاعب
وقالت بلغني أيها الملك السعيد
ذو الرأي الرشيد
فقال لها قفي يا شهرزاد
فإنَّ زهقي وقرفي قد زاد
فقد سئمت تلك الحكايات
ولم أعد أتحمل مزيداً من الحوارات
انظري إلى نفسك ماذا حصل
فلم أعد أشم منك غير رائحة البصل
ولم يعد لك هذا البهاء
غربت أنوثتك التي كانت تجذبني كل مساء
وقد حان وقت مسرور
لينزل عليك سيفه المسحور
فبكت شهرزاد مُر البكاء
وقالت يا مولاي أين الوفاء؟
هل تقتلني بعد كل هذا العمر؟
لم أسمع منك فيه أي كلمة شكر
أسهر على راحتك حتى يأتي الصباح
وتغفل عينانا عند صوت الصياح
فقال يا شهرزاد إني أشعر بالملل
وأريد تجديداً يمنح قلبي الأمل
فقالت شهرزاد فلماذا لا تقدر حاجتي؟
وتبحث أيضاً عن سعادتي
أم أنها الأنانية
وعشق النفس الشهوانية
يا مولاي دعني وحالي
واتركني كي أربِّي عيالي
ولا تتركني لمسرور
واذهب أنت حيث تريد المرور
فقال يا شهرزاد إلى أين ستذهبين
هل إلى حضن رجل آخر سترتمين؟
فقالت يا مولاي أنا أُم حنون
ولست مثلك يصحبني الجنون
فأنا متعددة العواطف
أُمٌ وزوجة وقلب يلاطف
لكنك لا تعرف إلا الغريزة
وحب النفس وصيد الفريسة
فقال مهلاً يا شهرزاد
فقد أوجعتيني بألفاظ شداد
ثم غلب شهريار النعاس
وبدأت في حلمه مجريات الأحداث
فقد ضرب مدينته زلزال
فهرب وزوجته والعيال
ثم ذهبا إلى مكان عجيب
تأخذ فيه الطبيعة بكل قلب لبيب
ثم دقق شهريار النظر
فوجد رجلا يمعن في شهرزاد البصر
فقد أبهره الجمال
وأخذ يداعبه الخيال
فقال من أنتِ أيتها الرائعة
يا من سحرتيني بتلك الأعين اللامعة
فأخذت شهريار الحيرة
واشتعلتْ في نفسه الغيرة
وأقبل على الرجل بعنف شديد
وقال له من أنت أيها العربيد
فقال له أنا ملك تلك البلاد
ولن أترك هذه حتى أحوز الوداد
فإياك أن تعترض طريقي
فالقوة معي والمُلك يا صديقي
وأخذ الرجل شهرزاد وطار
وترك شهريار وحيداً منهار
وأخذ يصرخ يا شهرزاد
ماذا سأصنع مع هؤلاء الأولاد؟
ثم جلس يصاحبه البكاء
ينعي شهرزاد وينظر للسماء
ثم فزع شهريار وفتح عينيه
وتذكر هذا الكابوس وما حدث إليه
فوجد شهرزاد بجانبه
تحنو على رأسه وتداعبه
وقالت ما الذي أفزعك؟
وأدهشك هكذا وأزعجك؟
فقال لا شيء يا نور الحياة
يا نبض قلبي وطوق النجاة
يا شهرزاد أرجو منكِ السماح
وأنا تحت قدميكِ حتى يدنو الصباح
فقالت شهرزاد بصوت حنون
يا زوجي الحبيب المجنون
أنا لست منك بغاضبة
ولا أخشى منك سوء العاقبة
لكنه قلبي الكبير
الذي أحبك فأصبح أسير
فهيا نواصل الحكاية
ولا تبالي بوقت النهاية
د.محمود الذكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق