الخميس، مارس 03، 2022

"لَقَّنْتِني"............الشاعر حسين جبارة


لَقَّنْتِني
------
ما عُدْتُ أبحثُ عن بريقٍ عابرِ
لقَّنْتِني درسَ الجمالِ الآمِرِ
لا قامةُ الظبيِ الرشيقِ تهُزُّني
أو قَدّ فاتنةِ القوامِ الضامِرِ
ما البحرُ في العينينِ يأخذُ مهجتي
لا اللونُ في الخدّينِ بوحُ الآسِرِ
إنَّ الرّواءَ ملامحٌ ومفاتنٌ
قد تختفي فوقَ الضّبابِ الساتِرِ
بعضُ البهاءِ سحابةٌ بمواسمٍ
والبعضُ يغزو يستقرُّ بخاطري
الروحُ ترقى بالمحاسنِ للسهى
تسمو تفوزُ على الوميضِ السافر
هذي الخصالُ وَفَى الإلهُ مصوّرًا
فتستّرتْ خلفَ الرتاجِ الظاهر
فيكِ الوداعةُ والتأنّي طِيبةٌ
أرضاكِ إلْفًا تسكنينَ بناظري
فيكِ النزاهةُ والعفافُ أصالةٌ
عبقٌ تضوّعَ في البزوغِ الباكرِ
انتِ التسامُحُ والذّكاءُ مليكةٌ
ثمَّ البراءةُ في الفؤادِ الطاهرِ
غنّيْتِ معْنًى تنثرينَ برقّةٍ
أبدعتِ فنًّا في رحابِ الساحرِ
حينَ التقيتكِ كنتُ مفتونَ اللمى
أصبو لخدٍّ من حريرِ نادِر
أنتِ الّتي عَلّمْتِني صبرَ النّهى
وفتحْتِ عينيَ للحياءِ الناضِر
لمّا صّبَرتُ ورحْتُ أكشفُ خافيًا
صرتِ الفضيلةَ في بصيرةِ شاعِر
حسين جبارة كانون ثان 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...