كتب الدكتور سمير محمد أيوب
أوليس الحب هو الحل؟!
أحافير في الحب - 27
تفقّهوا في الحب، فالحب أشمل وأعمق من كل المشاعر والمذاهب والأعمار والأسباب. إنه عابر لكل أوهام تبريرات الأذن وظنون العين. للأذن فيه قبل العين تنبيهات، تستقر تجلياتها يقينا في كلِّ قلبٍ رضِيٍّ سليم.
خذوا بحسن الظن بربيع سماواته السبع، وإتركوا لأوهام الشك، صحاري التوجس ووساوس القلق ومِلحَ العقلِ الحَيْسبون. غيابُ الحب بل وحتى غيومه، يُنْقِصُكم تجليات البهجة ورذاذ أمطار دنياكم ومتعكم بها، بدونه لستم بخير.
قبل ضياع الأمس، أقْرِؤا ساكني قلوبكم السلام، أخطوا نحوهم أولى الخطوات، ليركضوا كالريح إليكم. تساقَوا في ربيع الحب قهوتكم، تناجوا بما تنطوي عليه حواف فنجاليكم وقيعانها من أطيافٍ أحلام، إعتصروا النشوة، ولا تبيعوا أحلامها لعتابٍ هُلامي لزج، ولا بحثا في مختبرات الفحص والتحليل، وبصمات السببية، وبوالص التأمين وقواشين التملك.
لو سالت حبيبا لِمَ تُحب ووجد سببا، فشعوره بالقطع ليس بحب. قولوا لبعضكم بعضا، قولة إبن الرومي: وجدتك في قلبي، ومنذ ذلك الوقت ، وأنا أطوف حولي، فكل ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻭﺿﺢ ﺣﻴﻦ ﺗُﻔَﺴَّﺮ، غير أن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺃﻭﺿﺢ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ.
إن اقبل الحب وأومأ، قبل الأوان أو بعد مواسمه، إركضوا أمامه وإسبقوه مُقْبِلين، وأحيانا تعجلوا الركض خلفه، وإتبعوا ظِلَّه دون إنتظار، فظلاله بالقطع تومئ بخير عميم ، فكيف به وقد حضر؟!!!
الاردن – 20/1/2023