أيلول ملهم الأجيال
.......................................
يٱ نَغْمَةً في ثَنَايَا ٱللَحنِ تَنْتَحِبُ
تُدمينَ مِنِّي قُلِيبَٱً هَدَّهُ ٱلنَّصَبُ
يا دهرُ بَالَغتَ بِالإيذَاءِ تَكسِرُنِي
جَرَّيْتَ قلبي على الأشواكِ تَسْتَحِبُ
هل جِئتَ قَصدَاً تَرُومُ الشَّعبَ تَطحَنُهُ؟
اغرَاكَ يا دَهرُ في اوطَانِنَا اللَعِبُ
هَذِيْ بلادي يُحِيطُ ٱلبُؤسُ مُقلَتَهَٱ
إذَا اهتَنَتْ لِيلَةً اعوَامَ تَنتَكِبُ
(صَنعَاءُ) يَحْكُمُهَٱ فُرْسٌ بِمِلَّتِهْم
و في (الجَنُوبِ) فُلُولُ ٱلرُّوْم تَغتَصِبُ
هل قد تَوَلّٕىْ رجَٱلُ ٱلمَجْدِ ارتَحَلُوٱ؟
ام انَّهُمْ في جُحُورِ الأرضِ قد حُجِبُوٱ؟
و اينَ احفَادُ (قَتبَانٍ) و (ذِي يَزَنٍ)؟
ااسلَمُوهَا إلى المُحتَلِّ و اغْتَرَبُوٱ؟
و اينَ من اشعلوا نيرانَ عِزَّتِهْم؟
إن غُيَّبَ الفِعلُ مَاذَا تَفعَلُ الخُطَبُ؟
واينَ احفادُ من ثٱروٱ على صَنَمٍ؟
و قَدَّمُوٱ أنْفُسَٱً للهِ ما ارْتَعَبُوٱ
و اينَ من مَرَّغَوا ٱلمُحْتَلَّ في وَحَلٍ؟
فَفَرَّ لَيْلَٱً على ٱلامواجِ يَنْسَحِبُ
يٱ ارْضَ(حِميَرَ) يٱ (قَتبَانَ) كُنْتُ ارَى
في مُقْلَتِيْكِ بَرِيْقَٱً لَيْسَ يَحْتَجِبُ
كَمْ قد تَلَالَا وَجْهٌ بَٱسِمٌ سَحَرَٱً
فَتَّٱنُ كم بَرَّقَاهُ ٱلتِّبْرُ و ٱلذَّهَبُ
و ٱليَوْمَ بَدرُكِ مَخْسُوْفٌ و مَٱ ظَهَرَتْ
بٱلافْقِ شَمسٌ و لٱ نَجمٌ و لٱ شُهُبُ
ارَٱكِ تَبْكِيْنَ حُزْنَٱً امْ شَكَتْ رَمَدَٱً
عَيْنَٱكِ امْ قدْ غَشَٱكِ ٱلغَمُّ و ٱلكُرَبُ
بِٱلامْسِ ثَٱرَ اسُوْدٌ و ارْتَدُوْٱ كَفَنَٱً
ارْدُوْٱ ٱلإمَٱمَةَ في أيْلُوْلَ و ٱلْتَهَبُوْٱ
إسْتُشْهِدُوْٱ لِيَعِيْشَ ٱلابْنُ في دِعَةٍ
كِي يُزْهِرَ ٱلعِلْمُ و الرُّمَانُ و العِنَبُ
ضَيَٱغِمٌ مَزَّقَتْ اجْسَٱدَ مَنْ زَعَمُوْٱ
أنَّ الوِلَايَةَ فِيهِم حَقُّ مُكتَسَبُ
و انَّهُم خُلِّقُوا من نَارِ ثُمَّ غَدَوا
سِنَامَ و الحُكمُ قد اضحَى لَهُم قَتَبُ
و انَّهُم سَادَةٌ و الشَّعبَ مَركَبُهُم
و إنْ رَضَت فَارِسٌ فَليَخسَاِ العَرَبُ
فَكَذَّبُوا زَعمَهُم و السَّيفُ كَذَّبَهُ
و فَارِسُ الخَيلِ في إخلَاصِهِ الغَلَبُ
سَعَتْ بِيُوْمِ ٱلوَغَىْ للمُوْتِ كَوْكَبَةٌ
و نُخبَةٌ من رِجَالٍ بَعدَهَا نُخَبُ
ضَيَاغِمٌ تَمنَحُ الاشبَالَ ما فَقَدَت
تَحَرُّرَاً من قُيُودٍ حَفَّهَا العَطَبُ
تَمحُو الكَآبَةَ من وُجدَانِ تُربَتِنَا
حَتَّىْ يَعُودَ إلى ازهَارِنَا الطَّرَبُ
فَرَفْرَفَتْ في سَمَٱءِ ٱلكَوْنِ رَٱيَتُنَٱ
لِيَحتَفِي الشِّعرُ و التَّارِيخُ و الادَبُ
عَادَت إلى الارضِ بَعد البُؤسِ فَرحَتَهَا
و الفَخرُ و العِزُّ عَادَا فَانتَشَى الحَسَبُ
كم من شهيدٍ سَقَى من دَمِّهِ وَطَنَٱً
كي تَهتَنِي بَعْدَهُ ٱلاجْيَٱلُ و ٱلتُّرَبُ
فَخَلَّدُوْٱ في ضُحَىْ أيْلُولَ مَلْحَمَةً
و ٱلفَجْرُ هَلَّلَ و ٱلتَّٱرِيْخُ يَكْتَتِبُ
أبَٱؤنَٱ نٱضَلُوْٱ دَهْرَٱً بِلَا كَلَلٍ
رَوَوا ثََرَاهَا فَعَمَّ الرَّغدُ و الخَصَبُ
و ٱلْيَوْمَ قَدْ ضَيَّعَ ٱلابْنَٱءُ عِزَّتَهُم
ابدُوا عُقُوقَاً فَاُدمِي الاصلُ و النَّسَبُ
ارتَدَّ عن مُستَقِيمِ الدَّربِ خَائِرُهُم
خَانُوا لِآبَائِهِم فاَستَعجَبَ العَجَبُ
ويلٌ لِابنَاءِ يَشرِي الابُّ عِزَّتَهُم
بَالرُّوحِ لَكِنَّهُم بَاعُوهُ و انقَلَبُوا
هل رٱحَ دَمُّ (عَلِي ٱلمُغْنِيْ)و رُفْقَتِهِ؟
هَدْرَٱً و غَطَّى على ٱبْنَٱءِهِ ٱلهَدَبُ
بَاعَ (اللبُوزَةُ) رُوحَاً و افتَدَى وَطَنَاً
فَبَٱعَ أبْنَٱءَهُ ٱلأوْطَٱنَ و أنْتَكَبُوٱ
دَمُّ الشَّهِيدِ من الاجدَاثِ عَاتَبَكُم
أمَا استَحِيتُم أمَا ادمَاكُمُ العَتَبُ
ايْلُوْلُ انْزَلَ اجْيَٱلَٱً مَنَٱزِلَهُم
فَوْقَ ٱلنُّجُوْمِ فَغَٱرَتْ مِنْهُمُ ٱلْسُّحُبُ
لَكِنَّ جِيْلَٱً لِايْلُوْلٍ رَضَى وَثَنَٱً
في عَهْدِهِم ضَٱعَتِ ٱلالْقَٱبُ و ٱلْرُّتَبُ
تَبَّٱً لِجِيْلٍ اتَى مَجْدٌ يُعَٱنِقُهُ
إنْ ارْتَضَى ذِلَّةً في كَنْفِ من كَذَبُوْٱ
و ٱلمَجْدُ لٱ يَلْتَقِيْ إلٱ ذَوِي شَرَفٍ
يَرقَى لِذِي نَخْوَةٍ بالعِزِّ يَعتَصِبُ
مَٱ زَٱلَ ايْلُوْلُ في وِجدَانِهِ غَضَبٌ
يَسْرِي بِاعمَاقِ ابنٍ نَٱلَهُ ٱلْتَّعَبُ
يُحيِي لِعَزمِ الفَتَى المِغوَارِ يَبعَثُهُ
لَا يَصدَاُ الاصلُ مَهمَا حَفَّهُ الرَّطَبُ
مَٱ زَٱلَ ايْلُوْلُ لُلْاحْرَٱرِ مُكْتَنِفٌ
إنْ مٱ يُنَٱدِي بَنِي ٱلثَّوَّٱرِ تَسْتَجِبُ
يَٱ (ارْضَ بِلْقِيْسَ) في الابْنَٱءِ مُؤْتَمَلٌ
بُرْكَٱنُ في كُلِّ حُرٍّ فَجَّرَ ٱلْغَضَبُ
ٱلبَحْرُ هَائِجُ و ٱلْطُّوْفَٱنُ مُكْتَسِحٌ
فَلْتُبْشِرِي فَأوَٱنُ ٱلْنَّصْرِ يَقْتَرِبُ
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق