لعبة القدر
رغم ذلك الاعجاب المتبادل ورغم ذلك الانسجام الظاهر في حوارات قصيرة لم تكن لتتجرأ على إعلان ما يختلج بين ضلوعها . ..صحيح أنها لا تملك سلطانا على قلبها العنيد لكن كبريائها وبعضا من سخط قديم وبقايا خيبات تجعلها تتردد آلاف المرات قبل أن تصارحه بمكنونها من ود صادق ....كل مساء تمتطي صهوة قلمها لتبثه لواعجها جراء خوفها وجبنها. فلا هي بالقادرة على التقدم إلى جزر الفرح ولا هي تريد الرجوع إلى الى براثن الترح... هاهي ترقص على أوتار المستحيل ...
تذكرت أياما خوال كان يمر أمامها كأن شيئا لم يمر. لم تكن لتهتم لوجوده في وقت لم يكن هو يتوانى لحظة في إبداء إعجابه ببراءة الأطفال في عينيها ..كلما مر ترك إكليلا من الفرح على بوابة حزنها الدفين كلما مر داعب فيها طفولة تحتضر فتبعث من جديد ولو للحظات لا تتجاوز وقع خطواته في الرواق..كان كل مرة تراه يشحنها ثقة وحبا وأملا كان يذكرها أنها لا تزال تلك الجميلة رغم تجاعيد الغربة البادية على ملامح فرح تآكلت وبهت لونها...كانت تبحث عن ذاتها في نظراته ..بين طيات عباراته...كانت ترنو لري قحط سنين عجاف من البعد ...لكن يبدو أن لعبة القدر لم تكتب بعد نهايتها إذ تركتها على قارعة الحنين تفتش عن نفسها القديمة في ثنايا الأيام
فاطمة المبادرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق