الجمعة، يونيو 14، 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( عدتَ ياذا الحِجَّة )) بقلم الشاعر محمد حميدي


عدتَ ياذا الحِجَّة
--------------------
عُدتَ يا ذا الحِجَّةِ وفي القلبِ أشْجانُ
ومُهجَتي بِلَظَى الأشواقِ تَحرِقُها نِيرانُ
لِمَكَّةَ يحِنُّ قلبي فَنبضُهُ مُقيمٌ بِشعابِها
بِشغافٍ تَسَعَّرَتْ ولِقُرب الكَعبةِ ظَمآنُ
عُدتَ وأدمُعي مُنهَلَّةٌ وبِمُهجَتي عَصَفَتْ
أشواقُ الهائِمينَ لا يَدري بِها إلا النُّدْمَانُ
سارَ الرَّكبُ وخلَّفوني أحتَسِي مَدامِعي
أبكي أيَّامَ وصلِها وتَبكي بُعدَنا الأوطانُ
فتُراني في بَحرَي أدمعٍ هيّاجةٍ غارقاً
رِفقاً بكِلامِ قلبِ مُغرَمٍ لا تقسُ يازمانُ
مَولايَ هُم أتَوا رحابَ بيتك بأجسامِهم
ورُوحي طارتْ فوقَهم والقلبُ حيرانُ
طافُوا حَولَهُ تحيةً روحي طافَتْ مثلَهم
سبعاً بها قد نزَلَتْ سكينةٌ من اللهِ وأمانُ
باتُوا بمِنى لِيُرَوُّوا ويَرتَوُوا بِرِيِّ نورٍ بَزغْ
فمِن هذا النورِ مُغرمُ كعبةِ الرحمنِ ريَّانُ
مولاي لا تحرِمْ عُبيدكَ غفراناً تجودُ بهِ
اقبَلْني معهم بِعرفاتٍ إذ يفيضُ الغفرانُ
واغفِرْ ما مَضَى لِأرجِعَ كما لدنيايَ أتَيتْ
رُوحي أتَتْ رحابَكَ نائِبتي وأنا بِها إنسَانُ
أعِن رُوحي إنْ أفاضُوا أن تفيضَ بَينهمْ
بِذِكرٍ عند المشعر الحرام إذ يفيضُ الإيمانُ
جَمَعَتْ حُصَيَّاتٍ بمزدلِفةَ سارتْ إلى مِنى
رجَمتْ شيطانَ النفْسِ كما أمرَها الرحمنُ
طافتْ بالبيتِ العَتيقِ إفاضَةَ مُغرَمً سما
فإليه تهوي أفئدةُ مَن سارتْ بِهِ الرُّكبانُ
ولما دنا الرحيلُ ارتعدت حزناً جوارحي
ما أقصرَ سويعاتِ لِقَاءٍ بها يحلو الزمانُ
أمِثلُها يُفارقُ يابؤسَ روحي قد شَقِيَتْ
لَعمري لا يَقوى على فراقِ حبيبٍ وَلهَانُ
ودَّعتْ ودموعُ روحي لِفراقِها بِوَجنتَي
فلايُروَى من عِشقِ كعبةِ الرحمنِ ظمآنُ
قصَدُوا طيبةَ وروحي تسابقُ رِحَالهم
أَبَعُدَ الطريقُ أمِ ازدادَ بِروحي الخفقانُ
بِطَيبةَ حبيبٌ إنْ زرتُهُ روحي سكنتْ
فحبُّه فِطرةٌ مَنَّ بها على قلبيَ الديَّانُ
السلامُ عليكَ ياحبيبُ مِن روحِ مُغرمٍ
حَبَسَهُ عذرٌ إلى أنْ يؤونَ للوصلِ أوانُ
السلام عليكما ياصاحبَيِ الحبيبِ محمدٍ
طوبى بجِيرةِ مَن طابتْ بقدومِهِ الأكوانُ
ودَّعتْ روحي حبيباً وجافتْني غفْوَتي
وزادَ لظى الأشواقِ مِن دمعيَ الهطَلانُ
محمد حميدي
الكتابة من عملي
الصورة من النت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...