السنوار ورسائل اللحظات الأخيرة
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
في آخر لحظات في حياة الشهيد يحيى السنوار وثق الأعداء هذه اللحظات تأكيدا لمقتله، فرحين بهذه اللقطة، لكن لا يعلمون أن هذا المشهد الأخير للشهيد السنوار كان رسائل لا حصر لها ليس لمن خذلوا القضية وحدها، بل لمن خذلوا الإسلام والمسلمين، فمن رسائل اللحظات الأخيرة أن قادة حماس أو بالأحرى قادة الإسلام لم يكونوا مختبئين في الانفاق أو يقاتلون من وراء جُدُر أو من مخابئ تحميهم من القتل- مثلما يزعم المنافقون والجبناء الذين يٌسقطون خوفهم بادعائهم أن قادة حماس في أماكن آمنة يتنعمون ويدفعون بالشباب المخدوع لساحة القتال دونهم- فقد بينت أيها الشهيد والقائد العظيم أنك كنت في خضم المعارك، بل وفي الصفوف الأولى للجهاد، ليس مثل المجاهدين بل أمامهم في ساحة القتال فقد علمتنا أن الفعل يسبق القول.
الرسالة الثانية ألا وهي جلستك الأخيرة وأنت تشجب دما والإصابات تحول بينك وبين أن تتحرك لتقاوم رغم ذلك قذفت بكل ما أوتيت من قوة ما كان بيدك تجاه طائرة التصوير لتعلن للعالم كله أن المجاهد يقدم كل ما لديه لآخر رمق في حياته طالما يستطيع فقد كنت جوادا بكل ما تملك من روحك ولم تبخل حتى بآخر نفس.
الرسالة الثالثة أنك بجلستك على ذلك الكرسي المتهالك كأنك تجلس وسط التراث الإسلامي المتهالك الذي من أصوله الدفاع عن الأرض والعرض فقد قاومت بين الأطلال التي تم تدميرها فكأنك تقول: لن أتزحزح لآخر نفس عن أرضي ووطني عليه أعيش وعليه أموت.
الرسالة الرابعة أنك بجلستك هذه كنت على طاولة المفاوضات وقلت كلمتين ألا وهما: لن نستسلم ننتصر أو نموت، فقد حددت شروطك التي لا ثالث لها، بل آثرت الموت لتفوز بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.
الرسالة الخامسة وهي أن الرجال ليسوا من يظهرون في الرخاء متشدقين بالوفاء والبطولات وقت أمنهم إنما رسالتك أن الميدان هو المكان الذي تكون فيه صناعة الرجال والبطولات وقت الصدق في الدفاع عن العرض والأرض لا التغني واللهو بزيف الكلام.
الرسالة السادسة والأهم أنك قلت بفعلك إن الموت لا بد منه ولا مفر منه وأن الإنسان يموت مرة واحدة فليجعلها في سبيل الله وقد جعلتها في سبيل الله.
أيها الشهيد مفخرة كل مسلم ووسام كل غيور فقد كنت أسدا في حياتك أسدا في موتك
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
لقد كثرت الرسائل منك وعجز القلم عن حصرها، لكن رسالتنا لك هي قوله تعالى( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) فقد رزقك الله الشهادة والجنة بإذنه وتركت أهل الدنيا همهم أن يكون خشاش الأرض هو رزقهم الذي يطمعون فيه.
بقلمي/ محمد حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق