الجمعة، نوفمبر 08، 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( حكايــةُ شــعبٍ.... * (قـَــولٌ عـلى قــَـولٍ)) شعر:د. وصفي تيلخ


حكايــةُ شــعبٍ.... *
(قـَــولٌ عـلى قــَـولٍ)
شعر:د. وصفي تيلخ
أنا يا أخي العربيّ لستُ من الكواكب والفضاءْ
لم آتِ من خلف البحــار ولستُ مُزْرَقّ الدّماء
كلاّ ولستُ بأعجميّ القول أرْطُنُ في الهجاء
إنّي أنا إبن العروبــــــــةِ والمروءة والإبــــــاء
حظّي مـع الأيام أن أبقى رفيقـــاً للفــــداء
فَلِمَ التّجنّي يا أخي ولِمَ التّنكّر والجفاء؟!
* * * *
أنا يا أخي العربيّ لمْ أُخلَقْ بلا وطــــــــــــنٍ فريدا
أنامثل باقي الخَلق كنت أعيش في وطني سعيدا
حتّى إذا جار الزّمـــــــــان وساد في أرضي يهودا
وغدوتُ بعد العزّ والأمجـــــــــــــــــاد منفيّاً شريدا
مُتنقّلاً بين البـــــــــــلاد أهيم مُنفرداً وحيـــــــــــــدا
أنا, لا تلمني يا أخي هل لُمْتَ مَنْ صنع القيودا
* * * *
أنا يا أخي العربيّ ما أهديتُ للمحتــــــــــــلّ دارا
قد كنتُ صــــــــاحبَ ثورةٍ وأخا نضالٍ لا يُبـــــارَى
خوّاضَ ســـــاحات الحروب ورائداً منها الغمــــارا
لم أُلْقِ من يديَ السّـلاح وكدْتُ أقتطِفُ الثّمارا
فأتى نداء ملوكنــــــــــا ألاّ تزيدوا الوضـــــــع نارا
فسمعته لكنّ سمعيَ لم يكنْ إلاّ انتحارا
* * * *
َضمّدْتُ جرحي يا أخي وكتمْتُ في صدري أنيني
ونهضتُ رغـــــــم الخَطْب والأحزان والألم الدّفينِ
فتكالبَتْ حولي العِــــــــــــــدا من كلّ جبّــــــارٍ لعين
الإنجليز مع اليهــــــ ،ــــود ومَنْ عَلِمْتَ مِنَ المُعين
وأتَتْ جيوش المنقذين فأنقــــــــذتْ منّي عريني
قالوا لنا: أسبوعُ, ثمّ نعود بالنّصر المُبِين
* * * *
ومضتْ أســــــــــــابيعٌ وأيّامٌ طـــــــــــوالٌ باكتئابِ
وبدا لنا الأسبوع عند العُرْب دَهْـــراً في الحساب
ومضيتُ أجْتَرِعُ الأسى ودمي يسيل على التّراب
وأتى (حزيرانُ) الكريم فقدَّمـــــــــــوا باقي ترابي!
قالوا لنا: هي نَكْسَةٌ يا قومُ ليست في الحساب!
خططٌ تسير منسّقاتٍٍ بانتظامٍ وانسياب!
* * * *
لكنّ نفسيَ قد أبتْ وملَكتُ من أمري زمــــــــامهْ
ونهضتُ مثل الطّوْد لا أخشى العدوّ ولا انتقامه
وتركت أصحــــــــــاب المقاعد والخطابة والزّعامه
ورفعتُ رايــــة ثورتي ومضيتُ في دَرْب الكـرامه
ووقفتُ في وجـــــه الع دوّ أردُّ عن شعبي سهامه
أقسمتُ باسمك خالقي: لنْ أنثني أبداً أمامه
* * * *
أنا يا أخي في السّـــاح وحدي رغم راعِفَةِ الجراحِِِ
وأذودُ عن أرض العروبة صامــــــــداً هُوجَ الرّياح
روّيتُ من دمِيَ السُّهــول معَ الرّوابي والبِطـــاح
أنا ثورة الشّعب الأبيّ وصـــــــــانع الزُّهْر الصِّباح
ودمـــاء شعبيَ لن تضيع وفي يدي أبداً سلاحي
أنا مُذ خُلقتُ معَ الكفاح ولن أملَّ مِن الكفاح
* * * *
لكـنّ أوســلو أقبلتْ تختــال فــي ثـوب الخيــانهْ
ومهندس الـذّلّ البهائيّ الحقير أخو المهـــــــانه
سَقْـطٌ يبيـع قضيّتي ,عنـد اليهـ ،ـــود له مكــــانه
ويُعينــه ذاك المخنّث مـع عصـــابتـه الجبــــــانه
وقيـــادةٌ أُلعـــــوبـة ضاعـتْ بأيديهــا الأمـــــــانه
يلهو بها (أولمرت) و (النتن) الحقير وأُلعُـبــــانه(1)
* * * *
أنا يا أخي قد جئتُ أدعو فاستمعْ قول الدّعـــــاة
إن كنتَ تنتظرُ الحيـــــــــاة وكنتَ تأمل بالنّجــــاة
فاحمل سلاحك يا أخي واهجمْ- فديتك- في ثبات
ودعِ الـكلام أو العويل ودُكَّ أركـــــــــــان الغــــزاة
يا إخوتي لا تستكينوا للهزيمــــــة والسّـــــــبات
إنْ تُسلِموا لهمُ القِيادَ فقد فشلتم في الحيـــاة
* * * *
هيّا بنا أبنــــــــــــــاء قومي, لا تلينوا لليهــــــود
لا تستكينوا وارفعـــــوا للعزّ خافقة البُنــــــــود
هيّا ابعثوا تاريخكم واستأنفوا مجد الجــــدود
ليس الحيـــــــاة مع النّعومة والتّثنّي بالقدود
حريّة الأوطــان, دَوْمًا تقتضي صعب الجهود
ما عاش مَنْ ترك الجهاد وصار عبداً للقُعود
* * * *
د.وصفي تيلخ
*- من ديواننا "نكث الجراح"
1- الألعبان: وزيرة خارجية اسـ ،رائيل
صائدة الزعماء العرب ستيفي ليفني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...