[[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ]]
درس ايضاحي مقالي عن جهاد الرسول صلى الله عليه في نشر الدعوة الاسلامية..
(الجزء الثامن من موضوع الجهاد)
بقلم الشاعرة د.عطاف الخوالدة
====================
اعزاءنا...
إن كل أمة من حقها ألدفاع
عن نفسها وتحارب إذا ما داهمها الخطر، وهذا الأمر مفطور عليه وبديهي عند أي مخلوق وانسان في أي مجتمع وأمة، والدفاع هذا يسمى في الإسلام جهادا، وهو استثناء من أصل السلم لا الحرب، ولا تلجأ إليه الأمة إلا عند توافر أسبابه ودواعيه، مع منظومة أخلاقية عظيمة اختص بها دون بقية الأمم، شهد له بها العدو قبل الصديق لان الدين الاسلامي دين خلق....
ذكر في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
[[ قال رسول الله ﷺ: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها، ]]
====================
اعزاءنا...
لقد اشاع بعض المغرضين والحاقدين على الاسلام بعض
من المفاهيم الخاطئة بحق الإسلام و أن علاقة المسلم بالكافر هي علاقة مغلوطة..وصوروها بالعنف والشدة والغلظة تشويها ، وهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الكفار ، فقد وضع ـ صلى الله عليه وسلم ـ آدابا وضوابط تقوم عليها العلاقة مع الكفار، والتعامل معهم ، وهي آداب وضوابط مبنية على العدل وعدم الظلم ، كما قال الله تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(الممتحنة : 8
====================
اعزاءنا
نتحدث عن ولاء المؤمنين..
الولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم ونصرتهم لإيمانهم ، والنصح والدعاء لهم ، وغير ذلك من حقوق ، والبراء من الكفار يكون ببغضهم ، وعدم الركون إليهم ، أو التشبه بهم ، وتحقيق مخالفتهم ، ونحو ذلك من مقتضيات العداوة في الله ، مع معاملتهم بالعدل ، والوفاء بالعهد ، والأمانة وعدم الغش ، قال الله تعالى : { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }(المائدة: من الآية8
===================
((إيذاء الكفار والمنافقين للرسول صلى الله عليه وسلم ))
لقد بذلوا كل ما في وسعهم للقضاء على دعوته عليه الصلاة والسلام، والحيلولة بينه وبين نشر الدين، وإظهار الإسلام في مكة والمدينة، ولكنه عليه الصلاة والسلام صبر واحتسب، صبر غاية الصبر، صبر على أذاهم
الصبر العظيم والجدال بالتي هي أحسن، وإظهار الحق والدعوة إليه رغم ما هناك من العقبات الكثيرة حتى اضطروه إلى الهجرة .....
وكان الكفار الغدر في طبعهم فأمر الله الرسول بالهجرة كي يحافظ على الرسول والدعوة الاسلامية...
فأذن الله له بالهجرة لما صمموا وجمعوا أمرهم على قتله، فأنجاه الله من بين أظهرهم، وخلصه من شرهم وكيدهم، فيسر له الهجرة إلى المدينة المنورة، فأظهر دين الله هناك، وصارت له الدولة والسيادة هناك، ثم قام سوق الجهاد بينه وبينهم، وصارت الحروب بينه وبينهم سجالًا يدال عليهم ويدالون عليه، حتى جعل الله له العاقبة الحميدة، وأيده عليهم، وأظهره عليهم، وفتح عليه مكة، حتى دخلوا في دين الله أفواجًا، عَزِيزًا
بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا (1) لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا (2) وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا
...جاءهم الإسلام في بلادهم حتى دخلوا في دين الله أفواجًا، وهذه الأمور التي أخبر الله بها المسلمين ...
====================
اعزاءنا ماذا نعرف عن
الاساليب المتعددة التي اتبعها مع الكفار للدعوة..؟==
استخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أساليبا متعددة مع الكافرين في دعوتهم للدخول في الإسلام
١..، وشملت دعوته ، الدعوة باللسان حيث أقام الأدلة القاطعة على إرساله لهم ،
٢.. وكان يرغبهم في الإسلام ٣..ويبين لهم محاسنه ، ٤..ويظهر لهم حلمه وصفحه ، ٥..ويعرفهم موافقة القرآن لما في كتبهم ـ قبل تحريفها ـ ، ٦...وقبل الهدية منهم ، ٧..وأوصى بهم خيرا .
******
فدعوة الكافر إلى الله ـ بحكمة ورفق ـ وتبليغه حقيقة الإسلام من أعظم الإحسان إليه ، وهي قربة إلى الله ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام قال : ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ) رواه البخاري .وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) رواه مسلم
هكذا جاء الإسلام فكان جهادا بالاقناع والفكر وليس فقط في السيف....
====================
اعزاءنا نتحدث الان عن معاملة الكافر...
اولا...
((حسن الجوار ، وعدم الإيذاء ، والإهداء)) :
حسن الجوار ، وعدم الإيذاء ، كذلك الإهداء للكافر ، وقبول الهدية منه ، كل ذلك من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته معه .
عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : ذبحت شاة لابن عمرو في أهله ، فقال : أهديتم لجارنا اليهودي ؟، قالوا : لا ، قال : ابعثوا إليه منها ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه ) رواه أحمد .وقد قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هدية المقوقس ، وهدية كسرى ، وقبل الشاة المهدية له من اليهودية
============
ثانيا....
((البيع والشراء )):
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ، ورهنه درعا من حديد ) رواه البخاري ، ( توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير ) رواه البخاري .
قال الحافظ ابن حجر : " تجوز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم على المتعامل فيه ، وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم " .
وقال الشيخ ابن عثيمين : " وأما معاملتهم في البيع والشراء ، وأن يدخلوا تحت عهدنا فهذا جائز ، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبيع ويشتري من اليهود ، كان اشترى طعاما لأهله ، ومات ودرعه مرهونة عندهم
==========
ثالثا...
((عيادة الكافر)) :
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض فأتاه يعوده ، فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم .. فأسلم ، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري
=============
رابعا
((الانتفاع بما عندهم من علم)) :
أذن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أن يتلقى المسلم من غير المسلم ما ينفعه في علوم الطب والزراعة وغيرها من علوم ، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( واستأجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و أبو بكر رجلا من بني الديل ، هاديا خريتا (الماهر بالطرق في السفر) ، وهو على دين كفار قريش ، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ، فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث ) رواه البخاري .
قال الشوكاني : " الحديث فيه دليل على جواز استئجار المسلم للكافر على هداية الطريق "
==========
ومن أعظم الأعمال الحسنة للاسلام التي تنطوي تحت. النقطة الرابعة السابقة وهي الانتفاع...هو..
قد زارع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يهود خيبر على أن يعملوا ويزرعوها ، ولهم شطر ما يخرج منها .
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : (أعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر بالشطر ، فكان ذلك على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وصدرا من خلافة عمر ، ولم يذكر أن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعد ما قبض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) رواه البخاري
===================
اعزاءنا
..
هكذا كانت معاملة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع غير المسلمين ، معاملة قائمة على العدل والرحمة والتسامح معهم ، والإحسان إليهم ، وكذلك فإن سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير شاهد على تمتع الأقلية غير المسلمة بالحرية الدينية ، فلم يرتض يوما أن يفرض عليهم عقيدة الإسلام ، امتثالا لأمر الله تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين }(يونس
====================
وفي نهاية هذا الدرس الايضاحي المقالي اطلب من الله ان اكون قد وفقت في إيصال المعلومة والله ولي التوفيق
بقلم الشاعرة د.عطاف الخوالدة استاذ اللغة العربية ودراسات في علوم القران الكريم والحديث الشريف والتفسير
المصادر القرآن الكريم الأحاديث الشريفة والتفسير قراءات ومقالات للفائدة عن هذا الموضوع وخبرة تعليمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق