على أسوارِ البوهيمية
لي صديقٌ
يفيض عن حاجتي.
تسرّب فجأةً
بعد بلاغٍ كاذب.
سألتُ عنه، فقيل لي:
يعمل نقّاشًا في زنزانة،
يرسم على جدرانها
قلوبًا للحب
ومشانقَ للحرية.
وبعد سنةٍ ضوئية،
علمتُ أنه مُسِخَ مسمارٌ
ليحتمل الدقَّ
في دور العرض القومية .
بعثَ لي، قبيل السفر،
برقيةً،
جاء فيها ما يلي:
“أنا الآن أقف
على أسوار البوهيمية،
وبعد حولٍ سيحتفي بي
رفاقُ البؤس.
أخبروني أنهم سيقيمون
حفلةً تحييها
جميعُ الموبقاتِ الشرعية
ما عدا الرقص،
فقد تحجّب”.
ثم سأل:
“فهل أنتَ في أثري؟”.
أبرقتُه على مضض:
“لا، ليس بعد.
أنا الآن مشغول بإعداد
التصاريحِ الرسمية،
سَأكتُب قَصيدَة محتشمة
لشرطة الآداب
وأُزَوِّرَ جوازِ سفرٍ غجري،
وأرسِمُ على جبهتي
أوتارَ عُودٍ مُعَتّق
تَقَمّصَ البلاط
وغَنَّى للوُرود .
سأكتب وصيةً
أُخصّص فيها ميراثي في الجنة،
ثم أُودِّع القرود
في الحقلِ وفي الشُّغل،
وَسادَتي ، مُرَوِّضِي الكلاب
وأُحلَّ ذمّتي من القضيّة،
فقد سئمتُ زيارةَ العسس.
وربما،
ألتحق بك
عندما أُطيل لحيتي
وَأرْتَدي جَلباب.
ابو يوسف الغريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق