الحياة مسرح !
اعترف أولاً ، هذا العنوان مقتبس من شكسبير ..
.. بالفعل ، في حياتنا ، نستشعر أننا نعيش أكثر من مسرحية .. أو فيلم درامي ..و تتعدد تلك الدراما ما بين
هزلية .. كوميدية.. أو مأساوية .. تراجيدية !
و كيف يكون ذلك ..
مثلاً ، نولد و نحن صفحة بيضاء .. فيعلمنا المجتمع التمثيل
و لعب الأدوار ..فالأب يريدنا منذ طفولتنا .. تجسيداً لطموحاته و آماله .. فينسى أننا أطفال ، و يستعجل أعمارنا
ليتعامل معنا كرجال .. نستقبل الضيف و نصب القهوة و نركب الفرس .. و جميل لو لبسنا حطة و عقالاً ..ليكتمل
دور الرجولة .. و لهذا ، كثيرون من الآباء ، و حتى المربين لا يعترفون بمرحلة اسمها الطفولة .. لها متطلباتها و خصائصها
الجسمية و العقلية و الانفعالية .. فيتم " تنميطنا " بقالب
أكبر من حجمنا .. و آذا ما كبرنا قليلاً .. يُفرض علينا أن
نلعب دور بطل الأحلام .. فالأب يريدنا مهندساً .. و آخر
طبيباً .. ليكتمل للأسرة سمعتها .. و " برستيجها " !
و ما لم ينجح فيه الأب ، يفرضه على أبنائه ..
هذا دور للأسرة ، ثم إذا ما كبرنا و شببنا عن الطوق ، نجد أنفسنا أمام الكثير من الأدوار الاجتماعية ، ينبغي علينا
أن نلعبها ، و لو دون اقتناع ..و ما أكثر المخرجين الذين
يصيحون علينا " اكشن " !! و ما أكثر المشاهد التي علينا أن نؤديها .. و لو سألت عن المخرجين .. لوجدتهم اؤلئك الذين
بيدهم السلطة .. السلطة السياسية و الاجتماعية و الثقافية
و نحن نلعب تلك الأدوار .. ننجح ببعضها .. و نفشل في
بعضها الآخر .. قد يقول قائل ، نحن لسنا بهذا التوصيف
فأين آرادتنا .. و أين خياراتنا ..هذا صحيح ، و لكن انظر
كم هو ذلك الهامش .. و كم مسموح لك أن تخرج عن النص
كذلك ، قد يعترض معترض .. هل تريدها حرية مطلقة
للفرد يفلت بها من تقاليد المجتمع و أعرافه و عاداته .
ايضا ، ليس بهذا التصوّر .. و إنما هو مطلب أن نعطي
للفرد شخصيته المستقلة .. و أن يخرج عن المألوف ، إذا
كان غير مناسب .. فالتاريخ و الشواهد تنبؤنا أن الرواد و العباقرة كانوا يختطون طرائق تفكيرهم خلافا للتقليدي
و لولا ذاك لما كسبنا الكثير الكثير من المخترعات و الاكتشافات .. فمثلاً ، هناك أكثر من مائة طريقة لطهو
الدجاجة .. في حين بعضنا لا يراها الا بطريقتين أو
ثلاث ..!!! و لكم أن تقرأوا سيرة نجاح صاحب العلامة التجارية في سلسلة مطاعم ..Kfc !!
في الحياة .. بعضنا يتقن دوره و ينجح ، لأنه فهم الحياة
فحاول و حاول حتى نجح .. و بعضنا ، للأسف ، في هذه
الحياة لا يتعدّى دوره .. مثل " الكومبارس " .. الذي يكون
مثل الديكور في المشهد .. فيمضي حياته خانعاً… و متفرجاً على نجاحات الآخرين .. ينظرها بعين الشك و الحسد .
لنتأمل مَن كان معنا في رحلة العمر .. و نرى كيف بعض
أبناء جيلنا نجح و حقق فوزا في حياته ..
فمنهم من غامر و سافر و وقع و نهض . . حتى تحقق له
النجاح . .
أحمد المثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق