《السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 》
مقالة ودرس ايضاحي بعنوان
"جمال الروح وحسن الخلق "
بقلم الشاعرة د.عطاف الخوالدة
"والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه"
قال: "((اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي))" ا رواه أحمد في مسنده
اعزاءنا.....
ينظر الإنسان إلى هذا الكون فيرى فيه اولا جمال الإبداع.... هو إبداع الله تعالى... في خلق هذا الكون فنرى في جمال الإنسان.... المثل الأكبر في علو منزلة الجمال..
. لكن جمال الشكل ليس موحيا بالجمال.... الا لبرهة من الوقت...
فنبحث عن جمال اخر مختف... لا يظهر إلا بالقول او الفعل.... هو جمال الروح.... قوله تعالى : (( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)) خلق الله تعالى الإنسان.... ، وفضّله على كثيرٍ من خلقه.... ، وجعل هيئته مستقيمة وسوية..... ، ووجهه جميلًا وخِلقته كاملة.... ، لكن جمال الشكل الخارجي وحده لا يكفي.... ليكون الإنسان جميلا... بل يجب الا يفتقر إلى جمال الروح.....،
وجمال الروح(خفة الظل)ينال منه محبة الآخرين.... ، جمال الروح السرمدي لا يزول إلى الأبد..... ، ولا تُغيّره الأيام والليالي ولا الفقر والغنى ولا الهجرات والعثرات يبقى مصونا من الكبر والخيلاء يظل الشرف عنوانه والفضيلة ابوابه...
... ، أما جمال الوجه الذي تعبث فيه تضاريس الزمن.. وتجاعيده.... فيزولُ بتقدم العمر،.... فجمال الروح جمال المظهر والمخبر.... هو أسلوب حياة.... أخلاق.... ونقاء قلب وطيبة ليس لها مثيل.... . فيحلق جمال الروح.... على جمال الشكل الخارجي... َويتحداه من الاقوى... وأكثر تاثيرا... لأنه جمالٌ ظاهرٌ للجميع.... لكن جمال الروح ذاك الخفي... يجذب إليك أقسى القلوب.العنيدة.وينثر الفرح والسرور.اينما.يحل. ويخيّم هدوء الزمان.وجمال المكان فتضيء قناديله يعطي
.. سعة المكان.. فينبثق نور خفي... لكنه ظاهر للعيان
.يضيء مساحة كبيرة في هذا الكون....هي عنوان فجر الهدى والصدق فروحك تحلق كالهديل فوف ربوة الشوق وما أجمل هذا الكون!!!!!
اعزاءنا....
(ميزة يمتاز بها الإنسان )
و هوالجمال جمالا عند اقتران صاحبه.... بجمال الخلق ....هو جمال الإنسان.. الذي منه جمال الأنبياء... فكان النبي صلّ الله عليه وسلم... جميلًا... وكان سيدنا يوسف عليه السلام جميلًا... يبهر الرائي من شدة جماله..... وحضوره البهي.... .
اعزاءنا...
قال الرسول عن الجمال
إني أحب الجمال؛ حتى أجعله في نعلي، وعلاقة سوطي؛ أفمن الكبر ذلك؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده؛ لكن الكبر من سفه الحق، وغمص الناس أعمالهم....صدق الرسول الكريم..
ان جمال الخُلق.... هو جمال الأخلاق والتحلي بالفضائل الحميدة.... والأخلاق السامية.... مثل الصبر.. و الارادة... وكف الاذى... في بيتك... في عملك.. ملاحظا مشاعر من حولك.. لا تعمل الإحسان من أجل أن يقال عنك كذا وكذا... ولكن من أجل وجه الله تعالى...
فأصاب..الاثنين جمال الخلقة والخلق....
اعزاءنا....
ان الله تعالى اطلق صفة الصبر على الجمال.... على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام فقال تعالى {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} سورة يوسف الآي 18 .صدق الله العظيم
اعزاءنا ....
سنخرج من قراءة هذا الدرس الايضاحي المقالي نحمل في طيات قلوبنا يقينا ان الجمال الخارجي يزول... وجمال الروح باق... وان جمال الزهور لا شيء إذا فقد اريجها... ويصبح كالاحجار الصامتة لا حياة فيها.... إن تمتع الإنسان بحسن الخلقة وجمالها نعمة تُذكر لله فتُشكر.... , ولكنها لن تغنيه عن شيء... إلا إذا ضم إليها حسن الأخلاق الحميدة,.... وجمع ما بين جمال الخلقة وجمال الروح والخلق وصفاء القلب.والطيبة.... , و سأل رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربه... كما أنعم عليه بحسن الخَلق.. أن ينعم عليه بحسن الخُلق....
ففي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده: "((اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي)) " ومن دعاء بعض السلف: ("اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك"..)
اعزاءنا من يعتقد ان مقاييس الناس يوم القيامة جمالًا أو قبحًا.. أو غنى او فقرا او جاها او كرسيا فهو واهم فإنها لا تخضع لشيء في الدنيا... وإنما إلى ما قدموه من عمل صالح... ومعاملة الناس بجمال الروح ( إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر) .
يقول الله تعالى : {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ}(آل عمران:106-108).
صدق الله العظيم....
وفي النهايه اعبّر واعْبُر إلى القلوب بجمال الروح
ان الجمال جمال الروح مرّحِبا
بكم.. وجمال العمر منه لا يتعب.......
وان قست القلوب عليك حتى فاضت كرها فجمال روحي أحبب .........
وامتلا قلبي سعادة وصفاءا
ادعو الله أن يكون الطهر لي أقرب .........
وجمال الروح لا يموت فيه
الزمان ايه.... يا عمرا بالود اطيب ........
وقي نهاية هذا الدرس الايضاحي المقالي اطلب من الله ان اكون قد وفقت في إيصال المعلومة واقول لكم....
اللهم زيّنا بزينة الإيمان بك وحسن الخلقة والخلق واجعل قلوبنا فيها الرحمة والجمال , وجمّلنا بحسن القول والفعل والستر والتوكل عليك... يا أرحم الراحمين...
والله ولي التوفيق..
المصادر قراءات والقرآن الكريم والحديث الشريف والتفسير وافكار الخبرة الأكاديمية
بقلم الشاعرة الدكتورة عطاف الخوالدة. أستاذ اللغة العربية ودراسات في علوم القران الكريم والحديث الشريف والتفسير 2021
تحديث 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق