الثلاثاء، نوفمبر 19، 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( من مذكرات أستاذ جامعي "مشاعر الكبار في زمن الكذب والعار")) بقلم أ. د/ محمد موسى


"من مذكرات أستاذ جامعي"
"مشاعر الكبار في زمن الكذب والعار"

الكبار "سناً" بين أجيال اليوم هم الأكثر معاناة في زمن البيع والشراء زمن الكذب والمصالح حيث الصالح طالح والطالح صالح، ففي كثير من الأحيان كنت أسأل نفسي لماذا نحن الكبار "سناً" لا نشبع من الكثير من الأعمال الفنية المعروضة في السوق اليوم، ولماذا الكثيرين منا لا تجذبهم الأطعمة الجاهزة خارج البيت عكس الصغار الذين لا يشبعون إلا من كل ما هو خارج البيت، ولماذا يتفاعل الكبار سناً مع الأحداث بشكل يختلف عن تفاعل الصغار سناً مع ذات الأحداث، هذه الأفكار أستولت عليَ بعدما شاهدنا ما يفعله الكيان الصهيوني في أهلنا في فلسطين ثم في لبنان "والبقية تأتي"، وجيلنا يتعجب من صمت من بيده الأمر من العرب والعالم الإسلامي، أمام هذه العربدة التي يمارسها هذا الكيان المغتصب بمعاونة البلطجي الأمريكي، وكأن البلاد العربية تلعب فقط دور الحانوتي الذي ينحصر دوره في كفن الموتى ودفنهم، وغير ذلك مؤتمرات وكلام لا يأتي بأي شيء ملموس أمام القتل والتدمير الذي يؤكد أن هؤلاء اليهود مثل أجدادهم حفدة القردة والخنازير قتلة الأنبياء والمرسلين عبدة عجل السامري وعبدة الطاغوت، لا رحمة عندهم ولا قيم حتى مع ربهم عندما قالوا الله فقير ونحن أغنياء "لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" آل عمران(181) وقولهم يد الله مغلولة"وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" المائدة (64)، وقولهم لنبيهم "قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" المائدة 24، والأغرب أن بعض العرب يتعاون مع هذا الكيان ومع الأمريكان أكثر من تعاونهم مع أخوة الأسلام ولا دور لجامعة الدول العربية ولا دور للمؤتمر الإسلامي العالمي، وأنشغلتُ بالبحث عن تفسير لكبار السن مثلي وسبب هذا الإختلاف عن صغار السن رغم هم نتاج تربيتنا نحن، فقلت لأننا نحن جيل إجتمع على موائد الطعام في بيوت تعرف كيف تعاش الحياة، وهم جيل في غرفة كل منهم تليفزيون يرى ما يريد ومع كل منهم تليفون يتواصل مع ما يريد، ونحن جيل إجتمع في بيوت على تليفون وتليفزيون واحد يبث الثقافة والتربية واحدة حتى الأفلام التي ساعدت في تشكيل الوجدان كانت غير ما يقدم اليوم، جيل عايش الفن الحقيقي وسمع غناء بكلمات راقية بلا إبتذال والحان جميلة تسعد السامع بلا ضجيج، فأصبحت الآذان لا تألف إلا الراقي من الألحان، حتى عيون جيلنا تعود على الراقي من مظاهر الجمال، جيل عاش كل جميل وأنظروا إلى حفلات المرحومة بإذن الله "أم كلثوم"، الكل جلوس في شكل راقي وملابس راقية، فلما أصبحت الحياة بكل هذا الخلط من الغير معقول فأنظروا للحفالات الغنائية الكل وقوف يتراقصون وأكثرهم عرايا، لذلك في هذا اليوم حدث الرفض من جيل تربى على قيم عالية في أسر تفرغت فيها الأم للتربية والأباء لتوفير مطلبات الحياة، فكان المنتج بمشاعر عندما ينظر إليها جيل هذه الأيام يقول جيل زمان جيل متخلف.

ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...