الخميس، يناير 28، 2021

يَراعي في يدي.................الشاعر محمد الفاطمي


قالوا:القلمُ أحدُ اللّسانيْنِ يُخاطِبُ الغُيوبَ بسرائِرِ القُلوبِ على لُغاتٍ مُخْتَلِفَةٍ منْ معانٍ معْقولةٍ بِحروفٍ معْلولةٍ مُتبايِناتِ الصُّورِ مُخْتلفاتِ الجِهات.لِقاحُها التّفكيرُ وَنِتاجُها التّدْبيرُ.تَخْرسُ مُنْفرداتٍ وتَنْطِقُ مُزدوجاتٍ بلا أصْواتٍ مسْموعةٍ ولا ألْسُنٍ مَحْدودةٍ ولا حركاتِ ظاهرة..وهكذا يسْتَمدُّ القلمُ بِحبْرِهِ فَينْثُرُ في القِرْطاسِ بِخَطّهِ حُروفاً أحْكَمها التّفَكُّرُ وهدى الأَسْماعَ بها الكَلامُ الذي غَزلَهُ العَقْلُ وَنسَجَهُ اللّسانُ فقطّعَتْهُ الأسنانُ لِتَلْظَهُ الشّفاهُ وتَعِيَهُ الأسْماعُ بشتّى الأنْحاءِ والصّفات.إنّها الأقْلامُ التي تَخْتَلِسُ بِلُطْفها الأحلامَ صافيةَ الجواهِرِ زاهيَةَ الأزاهِرِ لَيِّنَةَ الأعْطافِ ناعِمَةَ الأطْرافِ.تَبْكي وهي مُبْتَسِمةٌ.وَتسْكتُ وهي بما يُطْربُ السّمْعَ مُتكلّمةٌ.
يَراعي في يدي
أبى قلمي الرّضوخ إلى الضّباع***وقرّر أن يظلّ من السّــــــباع
تأبّط أحرف الإبداع نــــــــظما***فأشرق بالبيان وبالشّـــــعـاع
وأقسم أن يناضل في بلاد***بها الإفساد عربد في الطّبـــــاع
يلاحقه الذين طغوا علينا***ويأبى الصّـــــــمت في وجه الرّعاع
فهل خبّرت عنّي في عنادي؟***أنازل كالـــــــفرزدق باليـــراع
////
سأرجم بالبيان المارقينا***ومن باعوا المـــــصالح أجمعـــــينا
سأكشف عورة الأوغاد كشفا***يبيّن خبثهم في العــــــــــالمينا
فهم نهبوا بلادي واستبدّوا***وهم بفسادهم نقـــــــــضوا اليمينا
ألم تر كيف أصبحنا قطيعا***نقاد إلى النّوائب مهطــــــــــعينا؟
يسير بنا الكساد إلى مصير***به العدوى ستؤذي الــــمسـلمينا
////
قبيح أن نعيش على الفساد***وذكر الله يأمر بالرّشــــــــــــــاد
نمارس في القذارة كلّ فعل***ونفــــسد بالكــــــــلام وبالأيادي
كأنّ ثقافة الإفساد فينا***أغارت بالــــــــتّلاعب فــــــي بلادي
فحوّلت النّفوس إلى سراب***وحوّلت العقــــول إلى جمـــــاد
وهان فما أبالي بالمآسي***لأنّي ما استفدت من اجتــــهـــادي
////
أتوق إلى التّسلّق في الجبال***وأطمح أن يؤازرني خـــــيالي
فديت برغبتي مالي ونفسي***لأفلح في مواصلة الــــــــنّزال
وكنت متيّما بغرام نظـــــــم***أجالسه النّــــهار مع اللّـــيالي
أفتّش في البلاغة عن بيان***يشخّص منطقي عند السّـــجال
بأرض كلّ ساكنها غريب***تعيس الحظّ متّــــسخ الفـــــعال
////
ألا أبلغ سماسرة السّراب***بأنّ الغدر ينســـــــب للــــذّئاب
وإنّي قد لقيت الرّجس فينا***تفشّى في الضّمائر كالــضّباب
نبيع نفوسنا بيعا رخيصا***ونكره ما يدلّ على الصّـــــــواب
وهذا في الحقيقة سوء حال***وعيش ساقط مثل الكــــــلاب
رمانا الدّهر بالأرزاء حتّي***غرقنا في المفــــاسد كالـــذّباب
////
يراعي في يدي قلم مبينُ***ونظمه في الرّؤى نظـــــم متينُ
أبوح إليه بالنّجوى فيصحو***كأنّه في يدي قلـــم أمــــــــين
فصرت إذا أصابتني خطوب***أتيت إليه يطلبـــني الحــنين
رحيق مثل عطر الزّهر فيه***وفي كفّي بأحــــرفه يليـــــــن
يراع منه غيث الفكر يأتي***وحبره بالمعارف يســـــــــتبين
محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة وجدانيات الأدبية (( الوداع )) بقلم الكاتب دمال الدين خنفري /الجزائر

قصة قصيرة جدا الوداع اقتربت منه انسلت روحها إلى وجدانه، ارتبكت فرائصه، أزالت ستائر حيائه بشفاه معتقة بحمرة التخدير، انساق وراء نزواته، عرته ...